“قائمة الوزراء “المسربة تكشف مفاجآت مدوية في تشكيل الحكومة الجديدة .
متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز
تسريبات وشيكة: حكومة السودان الجديدة على المحك بمعايير صارمة وخلافات عميقة
تترقب الأوساط السودانية عن كثب الإعلان الوشيك عن الحكومة المدنية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء كامل إدريس. تشير المعلومات المسربة من مصادر موثوقة إلى أن إدريس يستعد للكشف عن تشكيلة وزارية تستند إلى مبادئ الكفاءة، النزاهة، والحيادية، تحت شعار “التقشف في كل التفاصيل”، وفقًا لما أوردته الجزيرة.
تأخيرات ومعايير صارمة
يعزى التأخير في الإعلان إلى إصرار إدريس على تطبيق معايير صارمة لاختيار الوزراء، تركز على المؤهلات الأكاديمية والحيادية، إلى جانب الكفاءة. كما يشدد على ضرورة تحقيق تمثيل واسع لمكونات المجتمع السوداني. في المقابل، تتمسك حركات الكفاح المسلح بحصصها الوزارية السابقة، مما يخلق تعقيدات جديدة تعيق عملية التشكيل.
الدائرة المقربة لرئيس الوزراء
قبل الغوص في الأسماء المرشحة، تبرز أهمية الفريق المحيط برئيس الوزراء. يشير عدد من المصادر السياسية إلى أن خالد الأعيسر، وزير الإعلام السابق، هو أحد أبرز المقربين من إدريس، وتجمعهما صداقة قديمة بدأت في لندن. لعب الأعيسر دورًا حيويًا في تنسيق التواصل بين إدريس ورئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان.
تنضم إلى هذه الدائرة شخصيات محورية أخرى مثل الدكتور حسين الحفيان، الخبير الاقتصادي المقرب من البرهان وصديق عائلي لإدريس، والدبلوماسي البارز السفير بدر الدين الجعيفري، ونزار عبد الله، رجل الاستخبارات المحترف. رافق هذا الفريق إدريس في عودته إلى السودان، ويبدو أنهم يشكلون نواته المقربة، بالإضافة إلى اتصالاته مع شخصيات سياسية مثل الفريق عبد الرحمن الصادق المهدي والمحامي نبيل أديب.
رؤية متجددة لاختيار الوزراء
يعمل إدريس على بلورة رؤية مبتكرة لاختيار وزرائه، تبدأ بتحديد المعايير ومن ثم فتح البنافسة. لكن عامل الوقت يمثل تحديًا كبيرًا، مما قد يدفع إدريس إلى اللجوء لآليات بديلة مثل التشاور مع القطاعات المهنية والمجتمعية. كان إدريس قد أعد هيكلًا وزاريًا يضم 18 وزارة وعددًا من المفوضيات، وقد نوقش هذا الهيكل في اجتماع موسع حضره البرهان وأعضاء مجلس السيادة قبل اختياره رسميًا في 19 من الشهر الماضي.
وجوه جديدة على الطاولة
يركز إدريس على إشراك الشباب والمرأة بفعالية في حكومته، مع إتاحة فرص جديدة لضحايا الحرب وقادة الحراك المدني. من بين الأسماء المرشحة، يبرز الشاب القبطي جرجس روح، الذي شارك في القتال ضد قوات الدعم السريع، وأحد جرحى العمليات، ويتوقع أن يتولى كلاهما مناصب وزارية.
صراع على حقيبة الخارجية
تشتد المنافسة على وزارة الخارجية بين عمر صديق، السفير السابق في الصين وعضو وفد مفاوضات جدة، الذي يحظى بثقة البرهان، وبين إدريس فرج الله، نائب وكيل الوزارة. يمثل فرج الله منطقة جبال النوبة ويتقن ثلاث لغات، وقد تكون خبرته في غرب أفريقيا عاملًا مرجحًا لصالحه، خصوصًا في ظل اهتمام الحكومة الجديدة بالأمن القومي.
الصحة في الشرق
تحظى منطقة شرق السودان باهتمام خاص من رئيس الوزراء، حيث يدرس ملفات عدد من الأسماء البارزة لتولي وزارة الصحة. من بين المرشحين البارزين الدكتور أوشيك سيدي أبو عائشة، أستاذ الطب المعروف، والبروفيسور محمد الأمين أحمد، المدير السابق لجامعة النيلين، على الرغم من ارتباط الأخير بالنظام البائد.
أدوار محتملة لخالد الأعيسر
يتوقع أن يلعب خالد الأعيسر دورًا محوريًا في الحكومة المرتقبة. حتى لو لم يشغل منصب وزير الإعلام، فقد يتولى ملف المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء. كما برز اسم سامية الهادي كمرشحة بارزة لوزارة الإعلام، نظرًا لكفاءتها ومهنيتها واستقلاليتها، فضلاً عن كونها تمثل صوت المرأة.
عبد الرحمن الصادق ونبيل أديب: أدوار خارج الوزارة؟
لا يُستبعد أن يضطلع الفريق عبد الرحمن الصادق المهدي بدور مؤثر في حكومة إدريس خارج التشكيل الوزاري. وينطبق الأمر ذاته على نبيل أديب، المحامي المعروف الذي كان مرشحًا لوزارة العدل، قبل أن يتراجع إدريس عن تعيينه بناءً على نصائح من مقربين بسبب آرائه المثيرة للجدل حول الوثيقة الدستورية.
خلافات مع حركات الكفاح المسلح
على الرغم من إشادة إدريس في خطابه الأخير بدور حركات الكفاح المسلح، إلا أن التوتر يلوح في الأفق، خاصة مع حركة العدل والمساواة. تسعى مصادر مقربة من إدريس إلى الاستفادة من خبرات جبريل إبراهيم في موقع متقدم داخل الحكومة. لكن الحركة ترى أن أي تقليص لحصتها الوزارية يعد خرقًا لاتفاق جوبا للسلام.
وقد أكد جبريل إبراهيم في تصريحات سابقة أن الاتفاق حدد نسبًا واضحة لا يمكن تجاوزها دون توافق الحركات الموقعة. وفي حين أشاد مصدر إعلامي بجهود إبراهيم، معتبرًا أنه يستحق منصبًا أعلى من وزير المالية، رفضت العدل والمساواة هذه الرؤية واعتبرتها تهديدًا لاتفاق السلام.
ضغوط الزمن وخيارات صعبة
يصادف يوم غد الأربعاء مرور شهر كامل على تكليف إدريس بتشكيل الحكومة، في ظل ضغط الوقت المتزايد. قد يجد إدريس نفسه مضطرًا لإعلان حكومة جزئية أو محدودة في ظل تعثر التوافق مع بعض مكونات اتفاق جوبا، خصوصًا حركة العدل والمساواة، التي لمحت إلى إمكانية المقاطعة مع الاستمرار في ما وصفته بـ”معركة الكرامة”.
في ظل هذه الظروف المعقدة، يبقى مستقبل حكومة إدريس مرهونًا بقدرته على المناورة السياسية، وتقديم حكومة مدنية تلبي الطموحات وتستجيب لتحديات المرحلة، دون الإخلال بتوازنات السلام والمشاركة.