
متابعات _ اوراد نيوز
تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل: من المواجهة غير المباشرة إلى الاشتباك المباشر
في فجر 13 يونيو 2025، دخلت إسرائيل وإيران مرحلة جديدة من الصراع، مع تنفيذ تل أبيب عملية عسكرية كبيرة استهدفت العمق الإيراني، وعلى رأسه المنشآت النووية والعسكرية، في محاولة لما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”تحييد تهديد وجودي”. الرد الإيراني جاء سريعًا تحت مسمى “عملية الوعد الصادق 3″، وشمل هجومًا بالصواريخ والطائرات المسيّرة طال مناطق متعددة داخل إسرائيل، مخلّفًا أضرارًا جسيمة وإصابات عديدة في تل أبيب الكبرى.
طبيعة الضربات وأهدافها
الهجوم الإسرائيلي ركّز على منشآت تخصيب اليورانيوم وقواعد عسكرية، بالإضافة إلى استهداف قيادات عسكرية بارزة وعلماء نوويين. في المقابل، استهدفت إيران إسرائيل بصواريخ باليستية ومسيّرات، في تصعيد غير مسبوق يعكس انتقال الصراع من حرب بالوكالة إلى مواجهة مباشرة.
إيران والصواريخ: سلاح استراتيجي وتاريخ طويل
منذ الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، بنت إيران برنامجًا صاروخيًا واسعًا، بدأ بصواريخ “سكود” ووصل اليوم إلى صواريخ فرط صوتية مثل “فتاح”. كان العميد حسن طهراني مقدم، المعروف بـ”أبو البرنامج الصاروخي الإيراني”، أحد مهندسي هذا البرنامج. رغم وفاته الغامضة عام 2011 في انفجار داخل قاعدة الغدير، استمرت جهود تطوير الصواريخ، ومنها منشآت سرية في صحراء شهرود.

من الردع إلى الاستهداف
ترسانة إيران تضم صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، بعضها مزود بأنظمة توجيه دقيقة، مثل “فاتح-313″ و”قيام-1”. وتعتمد طهران على هذه الصواريخ في استراتيجيتها الدفاعية والردعية، إلى جانب تحريك وكلائها في المنطقة وتهديد الملاحة في مضيق هرمز.

الدعم الخارجي والعلاقة مع كوريا الشمالية
علاقات إيران مع كوريا الشمالية ساعدتها على تطوير قدراتها، من نقل التكنولوجيا إلى إنشاء منشآت تحت الأرض وتبادل الخبراء. ويُعتقد أن بعض الصواريخ الإيرانية، مثل “خرمشهر”، هي نسخ مطورة من صواريخ كورية شمالية.

الرعب الغربي وردود الفعل الدولية
يثير برنامج إيران الصاروخي قلقًا واسعًا، خصوصًا بسبب احتمالية استخدامه كوسيلة لحمل رؤوس نووية. وقد أدّى نجاح إيران في تطوير صواريخ بعيدة المدى وذات دقة أعلى إلى تعزيز هذا القلق، لا سيما بعد إعلانها عام 2023 عن صاروخ “فتاح” الفرط صوتي، الذي ينتمي لنادٍ حصري عالميًا.

الرسالة الإيرانية وحدود الفعالية
رغم نجاح إيران في استخدام صواريخها مرات عدة منذ 2017، أبرزها الهجوم على قواعد أمريكية عام 2020 وضرب إسرائيل في أبريل وأكتوبر 2024، إلا أن استخدامها المكثف من الأراضي الإيرانية يحمل مخاطرة استراتيجية كبيرة. فالهجمات التي تسبب دمارًا واسعًا داخل إسرائيل قد تدفع تل أبيب، ووراءها واشنطن، إلى اتخاذ قرار بشن حرب شاملة على إيران.
الخلاصة
تمثل المواجهة الأخيرة تحولًا خطيرًا في ميزان القوى بالشرق الأوسط، وتكشف عن حدود الردع الصاروخي الإيراني في ظل تهديد حقيقي برد عسكري واسع النطاق. وبينما تستعرض إيران قوتها الصاروخية، يظل السؤال الأهم: هل تكفي هذه الترسانة لمنع اندلاع حرب شاملة، أم ستكون هي نفسها سببًا في إشعاله