الفرصة الأخيرة للسودان لإنقاذ نفسه من الغرق .. و الخبير الجاك يقدمها له .
متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز
التحديات والحلول: رؤية شاملة لتعافي السودان وإعادة إعماره
كشف الدكتور محمد الجاك سليمان، الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم، عن مجموعة من العقبات الجوهرية التي تعترض مسيرة إعادة الإعمار والتعافي في السودان. أبرز هذه التحديات تتمثل في غياب الإصلاح المؤسسي الشامل، نقص الكفاءات المدربة، والافتقار الحاد للبيانات الوطنية الدقيقة التي تُعد أساسًا لتوفير معلومات حيوية حول السكان.
شح التمويل ونقص البيانات عائقان رئيسيان
أوضح الدكتور الجاك أن نقص التمويل يشكل حاجزًا رئيسيًا أمام تمويل البرامج الضرورية لمعالجة الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية. يضاف إلى ذلك غياب التقدير الدقيق للموارد المتاحة أو المحتملة، ما يزيد من تعقيد الاستجابة الفعالة للأزمات المتراكمة.
مكافحة الفساد وتوطيد الأمن: خطوات أولى للتعافي
شدد الخبير الاقتصادي على أن نقطة البداية للتعافي تكمن في تقوية النظام القانوني والتنفيذي في البلاد، ومكافحة الفساد والمحسوبية بصرامة. وأكد على أهمية تفعيل دور الشرطة لتوفير الحد الأدنى من الأمن، الأمر الذي سيشجع عودة السكان إلى مناطقهم ويجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
رؤية وطنية شاملة لتنشيط الاقتصاد
ضمن رؤيته لتحقيق تعافٍ سريع، دعا الدكتور الجاك إلى تأسيس رؤية وطنية واضحة تأخذ في الاعتبار احتياجات وأدوار مستويات الحكم الثلاثة: الاتحادي، الولائي، والمحلي. وأكد على ضرورة تفعيل هذه المستويات في إدارة الاقتصاد وضمان انخراط المجتمعات في تنفيذ السياسات الاقتصادية التنموية.
خطة هيكلية طويلة الأمد أساس التنمية
أشار الدكتور الجاك إلى أهمية وضع خطة هيكلية (Master Plan) تمتد من 20 إلى 30 عامًا، تأخذ في الحسبان الاحتياجات المستقبلية وتضمن تناغم مستويات التخطيط المتعددة من الدولة إلى الولاية ثم المحلية. وشدد على ضرورة تجنب التعارضات بين هذه المستويات لضمان فعالية التنفيذ.
مشاركة مجتمعية حقيقية لتعزيز الشفافية
لفت الدكتور الجاك إلى أن المشاركة المجتمعية الحقيقية في تنفيذ الخطط الاقتصادية أمر ضروري لتعزيز الشفافية وتقوية العلاقة بين المواطن والدولة، مما يعزز فرص نجاح المشروعات التنموية طويلة الأمد.
دور مؤسسات الدولة في الرقابة والمتابعة
أكد الدكتور الجاك على أهمية تقوية مؤسسات الدولة للقيام بأدوارها في المتابعة والرقابة والمراجعة المستمرة. بالإضافة إلى ذلك، شدد على ضرورة توفير تمويل مناسب ومستدام يستند إلى بيانات ومؤشرات علمية حقيقية، ما يرسخ أساس التنمية الاقتصادية المستدامة.
الأمن والبنية التحتية: ركائز النجاح
اختتم الدكتور الجاك حديثه بالتأكيد على أن تنفيذ النقاط السابقة لن يتحقق إلا بتوفير الحد الأدنى من الأمن وصيانة البنية التحتية الحيوية. يشمل ذلك إصلاح المساكن والمرافق الخدمية، وتهيئة البيئة اللازمة لعودة السكان إلى مناطقهم وتأمينهم بفعالية.
تحريك الاقتصاد المحلي واستعادة الخدمات
وشدد على ضرورة تحريك عجلة الاقتصاد المحلي من خلال إعادة تشغيل الخدمات الأساسية مثل المياه، الكهرباء، التعليم، والصحة، مع ضمان استمرار تقديمها بصورة مستقرة وفعالة. يعتبر هذا مدخلاً أساسيًا لتحقيق الاستقرار الشامل والتعافي الوطني المستدام.