
متابعات _ اوراد نيوز
أسعار النفط تقفز عالميًا بعد هجوم إسرائيلي على إيران: صدمة في الأسواق ومخاوف من اضطرابات الإمدادات
شهدت أسعار النفط العالمية اليوم الجمعة ارتفاعًا غير مسبوق، تجاوز 5 دولارات للبرميل دفعة واحدة، وذلك على خلفية الضربة العسكرية الإسرائيلية المفاجئة داخل الأراضي الإيرانية. هذا التطور فجر حالة من القلق العميق بشأن استقرار إمدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط، التي تعد شريان الطاقة العالمي.
خام برنت يقترب من 80 دولارًا وسط “قفزة جنونية”
سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا ملحوظًا بنحو 5.25 دولارات، أو ما يعادل 7.6%، ليصل إلى 74.61 دولارًا للبرميل. وخلال التداولات، لامس الخام مستوى 78.50 دولارًا، وهو الأعلى له منذ 27 يناير الماضي، ما يعكس حدة رد فعل السوق.
أما خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، فقد شهد قفزة أكبر، حيث ارتفع بنحو 5.57 دولارات، أي 8.2%، ليبلغ 73.61 دولارًا للبرميل. ووصل الخام الأمريكي إلى 77.62 دولارًا في وقت سابق من اليوم، مسجلًا أعلى مستوياته منذ 21 يناير.
محللون يتوقعون “الأسوأ” في ظل تهديد استقرار السوق
على الرغم من محاولات الأسواق لاستيعاب الصدمة، عبرت المؤسسات المالية الكبرى عن قلقها البالغ. ففي مذكرة عاجلة، أشارت شركة جولدمان ساكس إلى أنها أدرجت “علاوة مخاطر جيوسياسية أعلى” ضمن توقعاتها المعدلة لأسعار النفط خلال صيف 2025. ورغم ذلك، لا تزال الشركة تفترض “عدم وقوع اضطرابات فعلية في تدفقات النفط من الشرق الأوسط”، وهو افتراض يبدو غير مضمون في ظل التصعيد الراهن.
ريستاد: الأسواق تترقب نهاية الأسبوع ومخاوف من تحول استراتيجي
علق جانيف شاه، المحلل في شركة ريستاد، الرائدة عالميًا في تحليلات قطاع الطاقة، قائلًا: “السؤال الأهم الآن ليس فقط ما إذا كانت الأسعار سترتفع، بل إلى متى؟ هل سيبقى الارتفاع محصورًا في عطلة نهاية الأسبوع، أم أننا أمام تحوّل استراتيجي طويل المدى؟”
وأضاف شاه أن “فرص اندلاع حرب شاملة لا تزال منخفضة”، لكنه حذر من أن “الأسواق متوترة، وربما تواجه الأسعار مقاومة فنية قريبة تمنع الارتفاع لأكثر من أسبوع.”
إيران تندد وتتوعد برد، وواشنطن تنأى بنفسها
جاء التصعيد الأخير بعد أن شنت إسرائيل هجومًا مركزًا استهدف منشآت عسكرية وعلماء نوويين في مناطق متعددة بإيران. وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، أسفر الهجوم عن مقتل اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى عدد من العلماء البارزين في المجال النووي.
وبرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الضربة بأنها “عملية استباقية مستهدفة” لدرء ما وصفه بـ”التهديد الوجودي الإيراني”، مدّعيًا أن إيران تقترب بشدة من إنتاج سلاح نووي.
في المقابل، صرح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بأن الولايات المتحدة لم تشارك في هذه الهجمات ولم تقدم أي دعم مباشر لها.
إلا أن إيران لم تقتنع بالتصريحات الأمريكية، حيث صرح متحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية بأن “كلاً من الولايات المتحدة وإسرائيل ستدفعان ثمنًا باهظًا” للضربات. هذا التصريح ينذر باحتمالية ردود إيرانية قد تهدد المضائق النفطية الحساسة، مثل مضيق هرمز، مما قد يفجر أزمة طاقة عالمية واسعة النطاق.