اخبار

سفير أنقرة في السودان.. لن نقف مكتوفي الأيدي

متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز

يُنظر إلى إفريقيا كشريك استراتيجي للمستقبل من قبل تركيا، التي تؤكد دعمها للجهود الحكومية السودانية في مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك. هذا ما صرح به السفير التركي في السودان، فاتح يلدز، لوكالة الأناضول بمناسبة يوم إفريقيا، مسلطًا الضوء على العلاقات التركية الإفريقية بشكل عام، والتركية السودانية على وجه الخصوص.

 

رؤية تركيا لإفريقيا: قارة المستقبل

أوضح يلدز أن الشباب الإفريقي يمثل أهمية قصوى ليس فقط لتركيا، بل لمستقبل العالم وازدهاره، مؤكدًا أن القارة السمراء ستكون قارة المستقبل المشرق بفضل مواردها البشرية الوفيرة. وأشار إلى أن تركيا تضع هذه الخصوصية الديموغرافية في صميم مقاربتها للقارة، مركزة على بناء القدرات والتنمية الاجتماعية كركيزتين أساسيتين لسياستها.

 

وأضاف السفير أن تركيا لا ترى إفريقيا مجرد ساحةللمساعدات الإنسانية، بل شريكًا استراتيجيًا ذا أهمية بالغة، خاصة مع وجود شريحة شبابية واسعة تمثل مستقبل العالم. وأكد أن تأهيل الكوادر البشرية في إفريقيا، لا سيما في مجال التعليم، سيحمل أهمية كبرى ليس فقط لمستقبل القارة، بل للعالم أجمع.

 

 

استراتيجية تركيا في إفريقيا: شراكة ممتدة
تطورت استراتيجية تركيا تجاه إفريقيا من سياسة “الانفتاح” قبل أكثر من 25 عامًا إلى سياسة “الشراكة”، مع دور محوري لوزارة الخارجية التركية.

 

كشف يلدز أن تركيا لديها تمثيل دبلوماسي في 44 دولة إفريقية، وتطمح لزيادة هذا العدد إلى 50، بالإضافة إلى وجود 22 مكتبًا تابعًا للوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) في إفريقيا، نفذت أكثر من 7 آلاف مشروع في القارة حتى الآن. وفي سياق التجارة البينية، أشار يلدز إلى أن الخطوط الجوية التركية تسيّر رحلات إلى أكثر من 40 دولة إفريقية، وأن حجم التبادل التجاري بين تركيا وإفريقيا ارتفع من حوالي 5 مليارات دولار قبل 22 عامًا إلى 40 مليار دولار حاليًا. وتطرق إلى القمم المشتركة بين تركيا وإفريقيا، مشيرًا إلى أن القمة المقبلة ستعقد في عام 2026، ويجري العمل على تحديد أهدافها على مستوى الدول والعلاقات مع الاتحاد الإفريقي.

 

دعم تركيا للسودان في مواجهة الأزمة الإنسانية
بخصوص الأوضاع في السودان، أكد يلدز أن الاشتباكات المستمرة منذ أبريل 2023 تسببت في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية عالميًا. وشدد على أن تركيا لم تقف مكتوفة الأيدي، بل تواصل جهودها للحفاظ على العلاقات الثنائية رغم الظروف الصعبة، وتدعم جهود الحكومة السودانية لمعالجة الأزمة الإنسانية التي تعد أولوية قصوى للشعب السوداني.

 

وأشار إلى أن بلاده أرسلت أربع سفن مساعدات، “سفن الخير”، تحمل أكثر من 8500 طن من المساعدات الإنسانية إلى السودان خلال فترة عمله.
تطورات مهمة في السودان وترحيب تركي
نوه السفير التركي إلى أن استعادة الجيش السوداني السيطرة الكاملة على ولاية الخرطوم في 20 مايو الجاري، وتعيين أول رئيس وزراء مدني منذ عام 2022، يحملان دلالات بالغة الأهمية. وقال يلدز إن تركيا تُعد من أكبر الداعمين لسودان موحد ومستقل يتمتع بسيادته ووحدة أراضيه وخالٍ من التدخلات الخارجية، معتبرًا استعادة الجيش السيطرة على العاصمة أمرًا بالغ الأهمية للشعب والحكومة. وأشار يلدز إلى أن تعيين رئيس وزراء مدني لأول مرة منذ نهاية 2021 يعد مؤشرًا على التزام السودان بخارطة الطريق التي أعلنها رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان في فبراير الماضي، معربًا عن ترحيب تركيا بهذا التطور. وأكد يلدز أن وجود حكومة تدير شؤون البلاد رغم الأزمة الإنسانية يعد أمرًا في غاية الأهمية للسودان ولتركيا، التي تربطها علاقات وثيقة به.

 

تحديات العلاقات الثنائية ودور الدبلوماسية التركية
وأضاف السفير: “رغم كل ما أحدثته الحرب من تأثيرات سلبية، خاصة على العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، فإننا نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على هذه العلاقات من التراجع في هذه المرحلة الانتقالية”. وأشار إلى أن تركيا تُعد ثالث أكبر دولة في العالم من حيث امتلاك شبكة دبلوماسية واسعة، وقال: “من الطبيعي أن يعمل الدبلوماسي التركي في أماكن صعبة مثل السودان. هذا جزء من طبيعة عملنا كدبلوماسيين أتراك”. أعرب يلدز عن حزنه لأن الأزمة الإنسانية في السودان لا تحظى بالاهتمام المطلوب من المجتمع الدولي، مؤكدًا أن تركيا ستواصل تقديم الدعم للسودان. واختتم يلدز حديثه بالقول: “تركيا ستكون في طليعة الدول الداعمة للسودان خلال مرحلة إعادة الإعمار، وسنحرص على أن تحظى هذه القضية بالاهتمام الذي تستحقه على الساحة الدولية. سنعمل بكل جهدنا للاستفادة من علاقاتنا القوية في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار، وسنظل في مقدمة الدول الفاعلة في دعم السودان خلال عملية إعادة الإعمار”.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى