
متابعات _ اوراد نيوز
في مشهد يجسد المأساة الإنسانية العميقة التي خلفتها الحرب المستمرة في العاصمة السودانية الخرطوم، والممارسات اللاإنسانية لمليشيات الدعم السريع تواصل فرق الدفاع المدني جهودها المضنية لانتشال ودفن جثامين الضحايا المتناثرة في أرجاء المدينة.
وتواجه هذه الفرق صعوبات جمة وشحًا حادًا في الموارد والإمكانيات اللازمة للقيام بهذه المهمة الإنسانية الشاقة على أكمل وجه.
وتنتشر جثث الضحايا في مختلف أحياء الخرطوم والتي كانت خاضعة لسيطرة مليشيات الدعم السريع خلال فترات القتال.
ولا يقتصر الأمر على جثث تركت لتتحلل داخل المساكن والبيوت المهجورة، أو أخرى ألقيت على جوانب الطرقات، بل كشف تحرير الخرطوم عن وجود مقابر جماعية مروعة تضم أعدادًا كبيرة من القتلى، مما يضيف بعدًا مأساويًا آخر إلى حجم الفقد والأحزان التي تثقل كاهل السودان المنكوب.
هذه المعطيات المروعة تزيد من وطأة الكأس التي امتلأت على مدى عامين من الحرب والويلات والمتاعب والهموم التي أثقلت كاهل الشعب السوداني.
وقد قام مراسل قناة الجزيرة، بابا ولد حرمة، بمرافقة فرق الدفاع المدني ورصد جهودهم الحثيثة في انتشال الجثامين وتوثيق بعض هذه المقابر الجماعية التي خلفتها هذه الحرب المدمرة، ليقدم للعالم شهادة حية على الفظائع الإنسانية التي تشهدها العاصمة السودانية في ظل استمرار الصراع وتفاقم الأزمة. وتُظهر هذه الجهود المتواصلة حجم التحديات الإنسانية والأخلاقية التي تواجه السودان في سعيه نحو تجاوز هذه المرحلة المظلمة.