متابعات _ اوراد نيوز
يمثل فك الحصار عن مدينة الأبيض، الذي حققه الجيش السوداني مؤخراً، تحولاً جوهرياً في مسار العمليات الحربية الميدانية في السودان.
وتكتسي هذه المدينة أهمية استراتيجية وعسكرية بالغة، حيث ظلت تحت حصار محكم من قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023.
أهمية مدينة الأبيض:
- موقع جغرافي متميز: تقع الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، في موقع استراتيجي وسط السودان الغربي، وترتبط بمناطق السودان المختلفة بشبكة طرق وخطوط ملاحة جوية، مما جعلها مركزاً حيوياً للتجارة وحركة البضائع.
- مركز اقتصادي هام: تُعتبر الأبيض سوقاً رئيساً للسلع والمحاصيل الزراعية الهامة، كالصمغ العربي والسمسم وحب البطيخ والكركديه والفول السوداني، كما تتوسط منطقة غنية بالثروة الحيوانية.
- رمزية تاريخية وسياسية: لعبت الأبيض، التي توجد فيها إحدى أقدم فرق الجيش السوداني “الهجانة”، دوراً محورياً في تشكيل المشهد السياسي والعسكري بالبلاد، وأنجبت العديد من الرموز والقيادات السياسية السودانية البارزة.
الأهمية الإستراتيجية والعسكرية للأبيض:
- نقطة محورية في الاستراتيجيات الدفاعية والأمنية: يعتبر اللواء حقوقي مصطفى إبراهيم عبود، مدير الإدارة العامة للقضاء العسكري الأسبق، أن مدينة الأبيض ذات بعد إستراتيجي وعسكري حيوي، ونقطة محورية في الإستراتيجيات الدفاعية والأمنية، فضلاً عن كونها مركزاً تجارياً مهماً.
- قربها من مناطق النزاعات: يشير عبود إلى أن المدينة قريبة من مناطق النزاعات في دارفور وجنوب كردفان، مما جعلها نقطة تجمع للعمليات الإنسانية والعسكرية في فترات الصراع.
- أهمية مطارها وشبكة طرقها: يساهم مطار الأبيض في تعزيز الحركة الجوية المدنية والعسكرية، في حين تعزز شبكة الطرق التي تربطها بالولايات الأخرى أهميتها اللوجستية.
- مركز عسكري هام: تضم الأبيض عدداً من المعسكرات والثكنات العسكرية المهمة، مما يمنحها دوراً حيوياً في استقرار المنطقة، كما تعد محطة رئيسية لنقل الجنود والعتاد العسكري عند الضرورة.
دلالات فك الحصار عن الأبيض:
- نقطة تحول في الحرب: يعتبر العميد الركن في الجيش السوداني عمر عبد الرحمن باشري أن فك حصار الأبيض يمثل علامة فارقة في سير عمليات حرب الكرامة، وضربة قوية لمن يقفون خلف قوات الدعم السريع.
- فتح خط إمداد جديد: يعني دخول متحرك الصياد إلى مدينة الأبيض فتح خط إمداد جديد عبر طريق كوستي الأبيض، وبالتالي رفع المعاناة عن المواطنين وعودة الخدمات المختلفة إلى المدينة.
- تدفق الإمدادات العسكرية: يعني أيضاً تدفق الإمدادات العسكرية إلى مدينة الأبيض لمواصلة تنفيذ خطة القيادة العامة للقوات المسلحة في دحر التمرد.
- تأثير على العمليات في دارفور: يرى الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية أن التحام قوات الجيش بالهجانة يعني عملياً فتح الطريق حتى مدينة الأبيض، واتصال الاتجاه العملياتي الشرقي الجنوبي والشمالي بالغربي، مما ينعكس إيجاباً على حرية الحركة واتساع نطاق المناورة بالقوات في مسرح الحرب السوداني.
- قطع إمدادات قوات الدعم السريع: يكشف الكاتب والمحلل السياسي بابكر يحيى أن فك الحصار سيؤدي إلى قطع إمدادات قوات الدعم السريع عن ولاية الخرطوم، ويصعب تحرك مقاتليها من دارفور إلى كردفان ثم الخرطوم.
- إمداد القبائل المتحالفة مع الجيش: ستساعد هذه الخطوة على إمداد القبائل التي ظلت تقف إلى جانب الجيش، والتي كان من الصعب إمدادها والتنسيق معها في ظل الحصار المفروض.
- تعزيز القوات في الأبيض: يعني فك الحصار توفر السلاح والإمداد المناسب لأكثر من 10 آلاف مقاتل في الأبيض، مما سيمكنهم من تحرير كل بقاع كردفان.
- تسهيل حركة الطيران: ستؤدي إعادة مطار الأبيض إلى الخدمة إلى تسهيل حركة الطيران وتقليل المسافة، وهو ما يهدد حركة الدعم السريع في كل كردفان ودارفور، ويسهل عملية الرقابة والسيطرة على أجواء السودان.
ردود الفعل الشعبية:
قوبل الانتصار الذي حققه الجيش السوداني بترحيب واسع في الأوساط الشعبية، التي عبرت عن فرحتها بطرق مختلفة في العديد من مناطق السودان. وشهدت مدينة الأبيض نفسها احتفالات صاخبة، كما شهدت مدينة الرهد احتفالات شعبية مهيبة بانتصارات الجيش السوداني.
الخلاصة:
يمثل فك الحصار عن مدينة الأبيض إنتصاراً استراتيجياً للجيش السوداني، وتحولاً مهماً في مسار الحرب. وسيكون لهذه التطورات تأثير كبير على مستقبل العمليات العسكرية في السودان، وقد تقود إلى تغييرات جذرية في موازين القوى.
