مفاحاة غير سارة لحزب المحافظين البريطانى ،والذى تكبد أسوأ هزيمة انتخابية فى تاريخه ، حيث منح الشارع حزب العمال انتصارا كاسحا، يعد ثالث أكبر فوز فى تاريخ الحزب. وستتولى السلطة حكومة عمالية بزعامة رئيس الوزراء الجديد كير ستارمر، الذى وعد الناخبين ببدء العمل فورا من أجل ما أسماه «عصر التجديد الوطنى»، حيث سيبدأ العمال «فى إعادة بناء بلدنا».
وقال فى كلمة أمام مقر الحكومة فى «داونينج ستريت»، بعد تكليف الملك تشارلز له بتشكيل الحكومة الجديدة، إنه سيحكم بشعار «البلد أولا.. والحزب ثانيا».
ونال حزب العمال 412 مقعدا من أصل 650 مقعدا فى البرلمان البريطانى، بارتفاع 211 مقعدا عن البرلمان السابق. بينما حصل حزب المحافظين على 121 مقعدا فقط، بانخفاض 250 مقعدا عن البرلمان السابق، وهى أسوأ نتيجة انتخابية فى تاريخ الحزب على مدى نحو 200 عام. وبات حزب العمال هو الحزب الأكبر فى كل إنجلترا وويلز وإسكتلندا، وذلك للمرة الأولى للحزب الحاكم منذ 1997.
وحقق «العمال» ما ظهر كأنه مهمة مستحيلة فى 2019، وهى الفوز بالانتخابات العامة، بل سجل ثالث أفضل نتيجة فى تاريخه بعد انتصار كل من رئيسى الوزراء العماليين السابقين كليمنت أتلى فى 1945 وتونى بلير فى 1997. لكن على الرغم من فوزه التاريخي، فقد خسر حزب العمال 5 مقاعد بسبب موقفه من الحرب على غزة فى دوائر يلعب فيها الصوت المسلم دورا مهما.
وقد أقر «سوناك» بهزيمة المحافظين، وقدم التهنئة لـ«ستارمر»، وتمنى لحكومته النجاح. وقال فى كلمة أمام «داونينج ستريت» إنه يقبل المسئولية عن أداء حزبه فى صناديق الاقتراع، وقدم اعتذاره للبريطانيين قائلاً: «لقد سمعت غضبكم وخيبة أملكم، وأتحمل مسئولية هذه الخسارة». وأعلن سوناك استقالته من زعامة المحافظين، على أن يظل فى المنصب إلى أن يتم انتخاب زعيم جديد.
كما حققت أحزاب «الديمقراطيين الأحرار» و«الخضر» و«إصلاح بريطانيا» نتائج هى الأفضل فى تاريخهما، حيث حصل «الديمقراطيين الأحرار»، بزعامة إد ديفى، على 71 مقعدا بزيادة 63 مقعدا عن البرلمان السابق، وهى أفضل نتيجة فى تاريخ الحزب.
وأشاد ديفى بالإنجاز التاريخى لحزبه، وقال إن الحزب سيعمل فورا من أجل مطالبة الحكومة العمالية بـ«ميزانية طوارئ للصحة والرعاية الاجتماعية».
وفى حين حصل «الخضر» على 4 مقاعد، وهو عدد قياسى بالنسبة لهم، نال «إصلاح بريطانيا» 4 مقاعد فى أول مشاركة انتخابية له، ودخل زعيمه، نايجل فاراج، البرلمان البريطانى للمرة الأولى بعد ثمانى محاولات فاشلة.