من هو اللواء الركن د. نصر الدين عبد الفتاح
وُلد اللواء ركن نصر الدين عبد الفتاح في منطقة دنقلا بالولاية الشمالية، حيث تلقى تعليمه الأولي والمتوسط والثانوي، قبل أن يلتحق بـ الكلية الحربية السودانية – الدفعة 36. ومنذ تخرجه، التحق بسلك القوات المسلحة ليبدأ مسيرة عسكرية امتدت لعقود، تدرج خلالها في مختلف المواقع القيادية حتى وصل إلى رتبة لواء ركن وتولى قيادة معهد المدرعات والفرقة 18 مشاة وسلاح المدرعات.
تميز مشواره العسكري بخدمة السودان من أقصاه إلى أقصاه، حيث تنقّل عبر مختلف الأقاليم والولايات، ما أتاح له معايشة التنوع القبلي والثقافي الغني الذي يميز البلاد. ويؤكد اللواء عبد الفتاح أن هذا الاحتكاك المتواصل مع جميع مكونات الشعب السوداني رسّخ في داخله شعورًا متجددًا بالفخر والانتماء لهذا الوطن العريق.
خلال سنوات خدمته، برز كأحد أبرز قادة القوات المسلحة في سلاح المدرعات، وهو القطاع الذي يمثل الذراع الضاربة في الحروب البرية، وأسهم بدور محوري في صمود الجيش السوداني في وجه التحديات الأمنية والعسكرية.
يُعرف اللواء نصر الدين عبد الفتاح بروحه الوطنية العالية، وإيمانه الراسخ بأن السودان وطن يسع جميع أبنائه، وأن القوات المسلحة ستظل السند والضامن لوحدته واستقراره.
كما تولى مهام تعليمية وتدريبية بمعهد المدرعات وكلية القادة، إضافة إلى عمله موجّهًا بأكاديمية نميري العسكرية العليا. تلقى تأهيلًا متقدمًا في الدروع داخل السودان وخارجه.
وتشير شهادات زملائه إلى أنه لم يكن منتميًا للتنظيم الإسلامي داخل القوات المسلحة، مما عزّز صورته كضابط مرتبط بالهوية العسكرية أكثر من الانتماءات الأيديولوجية، في مرحلة كان الجيش يشهد تحولات كبيرة بعد مفاصلة الإسلاميين عام 1999.

برزت خلافاته المبكرة مع قوات الدعم السريع، حيث اعتبر إنشاءها قرارًا سياسيًا خاطئًا أضر ببنية المؤسسة العسكرية. وقد تجسّد هذا الخلاف في حادثة استرداد مدرعات كانت تحت يد قائد الدعم السريع، ما فاقم التوتر بين الجانبين. كما واجه مواقف مباشرة من محاولات حصار سلاح المدرعات، وأظهر صلابة في الدفاع عنه.
مع اندلاع حرب 15 أبريل 2023، برز اللواء نصر الدين كأحد الأصوات العسكرية البارزة، إذ ظهر أكثر من مرة في خطاب موجّه للجنود والرأي العام، مؤكّدًا على شرعية الجيش وضرورة التمسك بالمؤسسية، ومبشّرًا بقرب تحقيق النصر في معركة “الكرامة”.
المسيرة المهنية والرؤية العسكرية
-
يُعرف اللّواء نصر الدين بدوره القيادي في معارك “الكرامة” ضد قوات الدعم السريع، حيث شدّد على جاهزية سلاح المدرعات والمجندات لتحقيق انتصارات حاسمة، مؤكداً أن “رمضان هو موعد الانتصارات العظيمة” وأن الجيش قادر على استعادة الخرطوم والقصر الجمهوري.
-
في مقابلة صحفية بتاريخ 14 مارس 2025، وصف المرحلة الأخيرة من العمليات بأنها “مرحلة اجتثاث الدعم السريع من ولاية الخرطوم”، مؤكداً أن سلاح المدرعات قام بدور محوري في تحرير العاصمة .
-
وصل الجيش بقيادته تحت قيادته إلى مواقع استراتيجية مثل جسر الحرية، القوز، الحلة الجديدة، السجانة، عبر عمليات نوعية جوية وبرية .
-
أشاد بجدية مشاركة النساء في المعارك، ووصفها بـ”الموثوقة” في حرب الكرامة .
-
في تصريحات إعلامية لاحقة، وعد السودانيين بـ”نصر قريب” وثق في قدرة المدرعات على مواجهة العدو وتحقيق النصر العاجل .
-
كما أكّد أن قواته عملت على إجلاء مدنيين وسودانيين وأجانب من مناطق النزاع، في إشارة إلى التزامه الإنساني إلى جانب دوره العسكري.
-
كتبت القيادية الإسلامية سناء حمد العوض، على منصة (فيسبوك): “لقد نقش الفريق نصر الدين عبد الفتاح اسمه ورسمه بأحرفٍ من نور في تاريخ السودان. فهو من حمى الخرطوم من السقوط الكامل في يد الغزاة المجرمين، وهو من صمد في الحصار لشهورٍ طوال، وهو وقواته من أرهقوا الغزاة والخونة الذين تكسرت نصالهم عند أسوار المدرعات
مواقف دفاعية
-
نفّى في أغسطس 2023 ما تردد عن إقالته، مؤكداً استمرار أداءه القيادي بثقة وتنسيق تام مع القيادة العامة للقوات المسلحة .
التقدير العام
يُنظر إلى اللواء نصر الدين عبد الفتاح على أنه شخصية عسكرية بارزة لعبت دوراً حاسماً في العمليات الحالية للجيش، وقد اكتسب شرعية شعبية بفضل انخراطه في تحقيق الانتصارات، ودوره في حماية العاصمة، إلى جانب حرصه على إيصال رسائل وطنية وتعزيز تماسك القوات المسلحة.
نصر الدين يرى أن قوة الجيش تكمن في استقلاليته عن الأدلجة والميليشيات، وأن استعادة الدولة تبدأ من استعادة الجيش لدوره المؤسسي المحترف.











