اخبار

رئيس حزب «الأمة القومي»: الحرب لن تقف إلا بعمل عسكري وسياسي

في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط من العاصمة الكينية نيروبي أطلق رئيس حزب الأمة القومي، اللواء متقاعد فضل الله برمة ناصر، سلسلة تصريحات سياسية مثيرة للجدل، أكد خلالها أن تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) وقوات الدعم السريع لن يجلسا للتفاوض مع الحركة الإسلامية أو أي من واجهاتها، مشدداً على أن الحوار سيكون حصراً مع القوات المسلحة السودانية. وأوضح أن وقف الحرب لن يتحقق إلا عبر مزيج من العمل العسكري والسياسي، قائلاً إن ذلك هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع.

وأوضح برمة ناصر أن الشرط الأول للتفاوض مع الجيش يتمثل في إبعاد الإسلاميين عن العملية السياسية، باعتبارهم المسؤولين عن إشعال الحرب، مؤكداً رفضه لأي مكافأة لهم بالمشاركة في المفاوضات. كما شدد على ضرورة أن يتضمن أي اتفاق سياسي قادم الميثاق السياسي والدستور الانتقالي لتحالف “تأسيس”، واعتبر ذلك شرطاً أساسياً للسلام.

وتطرق رئيس الحزب إلى خلفيات الحرب المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان 2023، قائلاً إنها “الأعنف في تاريخ السودان الحديث”، حيث فاقت خسائرها مجتمعة كل الحروب الأهلية التي عرفتها البلاد منذ الاستقلال، بما في ذلك حرب الجنوب الأولى والثانية، وصراع دارفور الممتد، وحتى المواجهات المستمرة في جبال النوبة بقيادة عبد العزيز الحلو منذ أكثر من أربعة عقود. وأضاف: “كل تلك الحروب لم تدمر السودان كما فعلت الحرب الحالية المستمرة منذ نحو 28 شهراً”.

رئيس «حزب الأمة» فضل الله برمة ناصر خلال كلمته أمام «اجتماع نيروبي» يوم 18 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

رئيس «حزب الأمة» فضل الله برمة ناصر خلال كلمته أمام «اجتماع نيروبي» يوم 18 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

اتهام مباشر للحركة الإسلامية

برمة ناصر اتهم الحركة الإسلامية مباشرة بالمسؤولية عن اندلاع القتال، مستشهداً بتصريحات سابقة لـ إبراهيم غندور، القيادي في حزب المؤتمر الوطني المحلول. وقال إن الحركة الإسلامية هي التي بادرت بمهاجمة مقر قوات الدعم السريع في المدينة الرياضية بالخرطوم، وتسببت في مقتل أكثر من 4 آلاف جندي في معسكر المرخيات شمال أم درمان.

وأوضح أن “الحرب لن تتوقف إلا عندما تواجه البندقية بندقية، ويتوازى ذلك مع جهد سياسي نشط يخاطب الداخل والخارج”، محذراً من استمرار النزاع إذا غابت الإرادة الحقيقية لدى الأطراف.

عبد الرحيم دقلو نائب قائد «قوات الدعم السريع» وإلى يساره برمة ناصر خلال اجتماعات نيروبي في فبراير (أ.ب)

عبد الرحيم دقلو نائب قائد «قوات الدعم السريع» وإلى يساره برمة ناصر خلال اجتماعات نيروبي في فبراير (أ.ب)

موقف حزب الأمة

كشف برمة ناصر أن موقف حزبه، منذ بداية الصراع، كان الوقوف على مسافة واحدة من الجيش والدعم السريع، والسعي لبناء جبهة سياسية ومدنية مناهضة للحرب. وأشار إلى أن رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك بعث برسائل إلى كل من عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (حميدتي) لوقف القتال، مؤكداً أن حميدتي تجاوب ووقّع إعلان أديس أبابا في يناير 2024، في حين لم يتلقوا أي رد إيجابي من البرهان.

وحمّل ناصر الإسلاميين داخل الجيش مسؤولية استمرار الحرب، قائلاً إنهم هم من يرفضون التفاوض، رغم مشاركة وفد الجيش سابقاً في محادثات جدة وتوقيع اتفاق مبادئ في المنامة.

 

ممثلون للحركات المسلحة والأحزاب والقوى السياسية خلال افتتاح اجتماعات «تحالف تأسيس» بنيروبي فبراير الماضي (أرشيفية)
ممثلون للحركات المسلحة والأحزاب والقوى السياسية خلال افتتاح اجتماعات «تحالف تأسيس» بنيروبي فبراير الماضي (أرشيفية)

تحالف مع “تأسيس”

وحول تحالف حزب الأمة مع الدعم السريع ضمن “تأسيس”، قال ناصر إنه اختيار استراتيجي هدفه الأول وقف الحرب، معتبراً أن المعارك في دارفور وكردفان تميل لصالح التحالف، خاصة في مناطق تشكل 80% من سكان السودان. لكنه شدد على أن “أيادينا ممدودة للسلام”، محذراً من محاولات الحركة الإسلامية لإعادة الحكم عبر تقسيم البلاد، وإجراءات مثل إصدار عملة جديدة وحرمان مناطق الدعم السريع من الوثائق الرسمية.

 

رئيس «حركة جيش تحرير السودان» عبد الواحد النور ورئيس حزب «الأمة القومي» فضل الله برمة ناصر (موقع حزب الأمة على فيسبوك)
رئيس «حركة جيش تحرير السودان» عبد الواحد النور ورئيس حزب «الأمة القومي» فضل الله برمة ناصر (موقع حزب الأمة على فيسبوك)

الصراعات الداخلية في الحزب

وفي ما يتعلق بالخلافات داخل حزب الأمة، أكد ناصر أن التيار الموالي لحكومة بورتسودان خالف خط الحزب السياسي، وأنه تم منحهم مهلة للتراجع قبل اتخاذ قرار بفصلهم. كما أوضح أن الخلاف مع مجموعة حمدوك في تحالف “صمود” ليس على الأهداف، وإنما على الوسائل، إذ يرى هؤلاء أن تشكيل حكومة في نيالا قد يؤدي لتقسيم السودان.

رؤية للمستقبل

أعلن برمة ناصر أن حزبه سيشارك في حكومة “تأسيس” بكامل مستوياته، لكنه لن يشارك شخصياً، مفضلاً لعب دور جامع للقوى الوطنية. وتوقع أن تحظى الحكومة الجديدة باعتراف دولي “لأن العالم يتعامل مع الأمر الواقع”، مؤكداً أن استمرار الانتصارات الميدانية سيعزز هذا الاعتراف، مع بقاء باب السلام مفتوحاً.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى