
بورتسودان – 9 أغسطس 2025
وسّع الجيش السوداني نطاق عملياته الجوية ضد قوات “الدعم السريع” في إقليمي كردفان ودارفور، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف من الفرقة الخامسة، وإسقاط أربع مسيرات انتحارية غرب مدينة الأبيض، ووصول تعزيزات من الجيش و”القوات المشتركة” من شمال السودان والخرطوم لدعم المحور.
غارات مكثفة في دارفور وكردفان
شنت مقاتلات الجيش سلسلة غارات متزامنة على مواقع “الدعم السريع” في الفاشر وأم كدادة ومليط والكومة (شمال دارفور)، والمزروب وأم كريدم ورهيوه وأبو زبد (شمال كردفان)، ما أدى إلى تدمير آليات قتالية وتشتيت القوات المهاجمة.
إحدى الغارات استهدفت منصة لإطلاق المسيرات ومنظومة دفاع جوي قرب مطار نيالا (جنوب دارفور)، ودمرت بالكامل، فيما جرى تحييد قيادات ميدانية بارزة. كما قصفت الغارات مواقع دفاع جوي ومعسكرات لمرتزقة أجانب في الفاشر، ودمرت قوات متحركة في منطقة اندر (المزلقان) كانت متجهة للمدينة.
كارثة إنسانية في الفاشر
تعيش الفاشر تحت حصار خانق، حيث حذرت “تنسيقية لجان المقاومة” من أن الجوع أصبح يهدد السكان بالمجاعة، مع وصول سعر جوال الدخن إلى 10 مليارات جنيه سوداني (3400 دولار).
خطيب الجمعة في المدينة اختصر خطبته قائلاً: “لا أقدر على الكلام بسبب الجوع، ولا أنتم تقدرون على السماع لذات السبب، أقم الصلاة”.
حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، تعهد بفك الحصار، واتهم “الدعم السريع” بارتكاب جرائم ضد المدنيين وإحراق معسكر زمزم للنازحين. من جهتها، طالبت الحكومة السودانية الأمم المتحدة بتنفيذ إسقاط جوي للإمدادات الغذائية للمدينة.
هجوم دموي في شمال كردفان
قُتل 16 مدنياً وأصيب 8 في هجوم لـ”الدعم السريع” على قرية مركز الزيادية (محلية بارا). وذكرت “شبكة أطباء السودان” أن الميليشيات استخدمت أسلحة ثقيلة وخفيفة، وأحرقت منازل ومرافق حيوية، ما تسبب في نزوح جماعي.
إجراءات أمنية مشددة
في أم روابة، فرضت السلطات حظر تجوال من السادسة مساءً حتى الخامسة صباحاً، بعد رصد تحركات مقلقة. وكان الجيش قد استعاد المدينة من “الدعم السريع” في يناير الماضي.
في جنوب كردفان، يعاني سكان الدلنج وكادوقلي من حصار مشترك لـ”الدعم السريع” و”الحركة الشعبية – شمال” بقيادة الحلو، ما أدى لانعدام الغذاء والدواء، وتوقف المساعدات منذ يونيو.
تحذيرات صحية عالمية
حذرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم الجوع ونزوح السكان، معلنة تسجيل 100 ألف إصابة بالكوليرا منذ يوليو 2024، ومحذرة من موجة أمراض جديدة بفعل الفيضانات المرتقبة.