متابعات _ اوراد نيوز
شكّل شهر يوليو 2025 نقطة سوداء في مسار الجنيه السوداني، ليس فقط بسبب الانهيار المتسارع في قيمته أمام العملات الأجنبية، بل باعتباره شاهدًا على الانكشاف التام للاقتصاد الوطني وانهيار ركائز المنظومة المالية. هذا التدهور العميق لم يكن مجرد عارض نقدي، بل نتيجة مباشرة لحرب مستمرة أنهكت مؤسسات الدولة، وغيّبت أدوات الرقابة والسيطرة.
ويبدو أن إنقاذ الجنيه لم يعد ممكنًا دون إعادة ترميم الجهاز المصرفي والمؤسسات المالية السيادية، إلى جانب اتخاذ تدابير استراتيجية لاستعادة ثقة الداخل والخارج بالنظام النقدي. فدون معالجة جذرية وشاملة، تظل البلاد مهددة بالغرق في دوامة تضخم مفرط وعزلة اقتصادية خانقة.
وفي ظل غياب البنك المركزي عن إدارة المشهد النقدي، وامتناعه عن التدخل في ضبط سوق الصرف، تفاقمت الأزمة المالية بصورة متسارعة، وخلّفت فراغًا تنظيميًا ساهم في تغذية المضاربات وارتفاع الأسعار. ومع تعطل التحويلات الخارجية، وتراجع الثقة في القطاع المصرفي المحلي إلى أدنى مستوياتها، فقدت العملة الوطنية سندها الرئيسي أمام الطلب المتزايد على العملات الأجنبية.
وزاد الطين بلة توقف تدفقات الدعم الدولي، وتعليق برامج المساعدات الإنسانية والتنموية، بالتوازي مع انسحاب مؤسسات مالية دولية كبرى من التعامل مع النظام المصرفي السوداني، الأمر الذي عمّق أزمة شح النقد الأجنبي، ودفع الأسواق إلى الاعتماد الكامل على السوق الموازي كمصدر للعملات، في ظل انعدام أي أدوات رسمية للرقابة أو التدخل.
متوسط اسعار العملات في السودان في السوق الموازي اليوم الجمعة 01\08\2025م
سجّلت أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، اليوم، تفاوتًا ملحوظًا في السوق الموازي، وسط استمرار حالة الانهيار النقدي وغياب التدخل الرسمي من بنك السودان المركزي. وتراوحت الأسعار كما يلي:
الدولار الأمريكي: بلغ متوسط السعر 3.200 جنيه، ضمن نطاق متذبذب يتراوح بين 3.130 و3.250 جنيهًا، في مؤشر على تزايد المضاربات ونقص المعروض.
الريال السعودي: 853.33 جنيه، ضمن مدى متقلب بين 834.67 و866.66 جنيهًا.
الدرهم الإماراتي: 871.93 جنيه، بين 852.86 و885.56 جنيهًا.
الجنيه المصري: 65.75 جنيه، متراوحًا بين 64.31 و66.78 جنيهًا.
اليورو: 3.678.16 جنيه.
الجنيه الإسترليني: 4.266.66 جنيه.
الريال القطري: 879.12 جنيه، متذبذبًا بين 859.89 و892.86 جنيهًا.
