لا يحملون سوى القليل .. الأمم المتحدة تكشف أعداد السودانيين العائدين إلى ديارهم
متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز
في مؤشر نادر على بوادر الاستقرار النسبي وسط الدمار واسع النطاق، كشفت الأمم المتحدة أن أكثر من 1.3 مليون سوداني من النازحين واللاجئين شرعوا في العودة إلى مناطقهم الأصلية خلال الشهور الأخيرة، رغم التحديات الأمنية والمعيشية التي لا تزال قائمة في تلك المناطق.
وبحسب بيان مشترك صادر عن مفوضية اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن أكثر من مليون نازح داخلي عادوا إلى ديارهم في ظل توقف نسبي للعمليات القتالية في معطم الولايات، خصوصاً الخرطوم وسنار والجزيرة، إلا أن وكالات الأمم المتحدة حذّرت من أن “البيئة لا تزال محفوفة بالمخاطر” بسبب غياب الخدمات الأساسية واستمرار الهشاشة الأمنية.
وقال مامادو ديان بالدي، منسق مفوضية الأمم المتحدة الإقليمي للأزمة السودانية، في تصريحات من نيروبي، إن “العودة باتت خياراً اضطرارياً للآلاف ممن فقدوا كل شيء، وقرروا الرجوع إلى مناطقهم رغم غياب الحد الأدنى من مقومات الحياة”.
وبدأت موجات العودة التدريجية منذ أواخر عام 2024، لكن ذروتها كانت مع بداية عام 2025، حيث عاد نحو 320 ألف شخص منذ يناير وحده، بحسب ما أفاد به عثمان البلبيسي، المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة من بورتسودان، مؤكداً أن تدفقات العودة إلى الخرطوم بدأت “بشكل تدريجي منذ مارس الماضي”، وتوقعت الأمم المتحدة أن يبلغ عدد العائدين إلى العاصمة وحدها 2.1 مليون شخص بحلول نهاية 2025.
ورغم أن العائدين لا يحملون معهم سوى القليل، وغالباً ما يجدون منازلهم مدمرة أو مناطقهم بلا خدمات، فإن غالبيتهم يعودون بدافع إعادة بناء حياتهم بعد أكثر من عامين من النزوح والمعاناة. وتظل تحديات تأمين المياه والغذاء والصحة والتعليم من أبرز العوائق أمام عودة آمنة وكريمة.
وبحسب الأمم المتحدة، لا يزال هناك نحو 10 ملايين نازح داخلي في السودان، بينهم 7.7 ملايين نزحوا بفعل النزاع المسلح المندلع منذ أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية المعاصرة، والتي وصفتها المنظمة الدولية بأنها “الأزمة الأكثر تدميراً في العالم اليوم”.
وتناشد وكالات الأمم المتحدة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتكثيف الدعم العاجل للعائدين، لضمان إعادة دمجهم في مجتمعاتهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية، مشددة على أن نجاح العودة الطوعية مرهون بتحسن الوضع الأمني واستعادة الخدمات الحيوية في المناطق المتأثرة.