
متابعات _ اوراد نيوز
في موقف دبلوماسي حازم، دعا السودان الأمم المتحدة إلى التحرك الفوري لوضع حد لما وصفه بـ”الانتهاكات الواسعة والممنهجة” التي ترتكبها قوات الدعم السريع، خاصة في إقليم دارفور ومناطق كردفان.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده السفير حسن حامد حسن، مندوب السودان الدائم بجنيف، مع المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك، يوم الجمعة، حيث قدم السفير عرضًا مفصلًا عن تداعيات التصعيد العسكري من قبل قوات الدعم السريع، محذرًا من أن الاستمرار في إصدار البيانات دون خطوات عملية “يشجع على الإفلات من العقاب ويضاعف معاناة المدنيين”.
حصار الفاشر وتجويع السكان “سلاح حرب”
وفي سياق حديثه، سلّط السفير الضوء على الوضع الكارثي في مدينة الفاشر، التي تخضع لحصار خانق من قبل الدعم السريع منذ أبريل الماضي، ما أدى إلى ندرة السلع الحيوية وبلوغ المجاعة مرحلة حرجة، دفعت السكان إلى تناول أعلاف الحيوانات، وفق ما نقله المسؤول السوداني.
وأوضح أن القوات المحاصِرة تستخدم سلاح التجويع والقصف العشوائي بالطائرات المسيّرة لفرض واقع ديمغرافي جديد، مؤكدًا أن تلك الممارسات “ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
رفض الهدنة الإنسانية وتحدٍ للمجتمع الدولي
وفي خطوة اعتُبرت استخفافًا بقرارات المجتمع الدولي، رفضت قوات الدعم السريع مبادرة أممية لهدنة إنسانية تستمر أسبوعًا لإدخال مساعدات إلى الفاشر، رغم موافقة الجيش السوداني عليها.
وأشار حسن حامد إلى أن هذا الرفض المتكرر يعكس مدى استهانة الدعم السريع بالقرارات الدولية، متهماً المجتمع الدولي بـ”الصمت غير المبرر” الذي شجع على مزيد من التصعيد والانتهاكات.
مجازر في كردفان وتوسّع في جرائم التهجير
وخلال الاجتماع، استعرض السفير السوداني تقارير تفصيلية عن ما قال إنها مجازر وعمليات تطهير نُفذت من قبل الدعم السريع في عدد من قرى شمال وغرب كردفان، بينها شق النوم، ود حامد، أبو قايدة وأم قرفة، موضحًا أن تلك الهجمات تهدف إلى تفريغ المناطق من السكان ومنع أي تمدد للجيش السوداني.
وختم حسن حامد تصريحاته بالتشديد على أن الوقت قد حان ليتحول موقف الأمم المتحدة من مرحلة “الإدانة اللفظية” إلى إجراءات ميدانية رادعة، قائلًا:
“السكوت الدولي يفاقم الكارثة، ويمنح المليشيا الضوء الأخضر لتوسيع جرائمها دون محاسبة”.