متابعات _ اوراد نيوز
في لحظة اعتُبرت بمثابة إعلان رمزي لبداية مرحلة ما بعد الحرب، وصل رئيس الوزراء السوداني المكلّف، د. كامل إدريس، إلى قلب الخرطوم، الجمعة، في أول زيارة له للعاصمة منذ تعيينه في مايو الماضي، وسط ترتيبات أمنية مشددة واستقبال رسمي من حكومة الولاية وقيادات الدولة.
زيارة غير عادية لعاصمة خارجة لتوها من حرب طاحنة
تأتي هذه الزيارة بعد أقل من شهرين على إعلان الجيش السوداني استعادة السيطرة الكاملة على ولاية الخرطوم، وطرد قوات الدعم السريع من آخر معاقلها في أم درمان وجنوب العاصمة، في تطور عسكري غيّر ملامح الصراع الجاري منذ أكثر من عام.
رئيس الوزراء يتحرك على الأرض.. والإعمار يبدأ
بيان رسمي صدر عن حكومة ولاية الخرطوم أكد أن الزيارة تهدف إلى الإشراف المباشر على عمليات التقييم والتأهيل وبدء مرحلة إعادة الإعمار الشاملة للبنية التحتية، التي تضررت بشدة جراء القتال، في وقت تجهّز فيه الحكومة لإطلاق خطط واسعة لإعادة النازحين وفتح الأسواق والخدمات.
الاستقبال الرسمي: رسائل داخلية وخارجية
وكان في استقبال إدريس والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة، إلى جانب لجنة أمن الولاية ووزير الداخلية الفريق بابكر سمرة، في مشهد حمل رسائل رمزية عن عودة الدولة إلى مؤسساتها في العاصمة، وبداية استعادة الحياة السياسية والمدنية.
خطة الدولة: “عاصمة بلا سلاح” وبدء إزالة العشوائيات
الزيارة تتقاطع مع جهود اللجنة العليا لتهيئة ولاية الخرطوم، التي شكلها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وأوكل إليها إفراغ العاصمة من كافة الكيانات المسلحة، وضبط الوجود الأجنبي، وإزالة السكن العشوائي، وإعادة الخدمات والبنى التحتية.
د. كامل إدريس: بين تحدي الإعمار وضغط التوقعات
د. إدريس، وهو أول رئيس وزراء يتولى المنصب منذ استقالة عبدالله حمدوك في 2022، يواجه مهمة معقدة في قيادة مرحلة انتقالية وسط مشهد اقتصادي وأمني هش، حيث تنتظر الحكومة تحديات تتعلق بإعادة النازحين، إعادة فتح المدارس والمستشفيات، وتأهيل ما دمرته الحرب.
