اخبار

تغريدته اثارت موجة من السخرية … مبارك الفاضل “رجل بلا ذاكرة وبلا مواقف”

متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز

وجد مبارك الفاضل المهدي، رئيس حزب الأمة والقيادي السياسي المعروف بتقلباته، نفسه في مرمى السخرية والانتقادات اللاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد تغريدة أطلقها عقب عودته من الإمارات العربية المتحدة. في هذه التغريدة، زعم الفاضل أن قرار الهجوم على قوات الدعم السريع في المدينة الرياضية صدر عن قادة إسلاميين في الجيش بأمر من قيادة الحركة الإسلامية وممثليها، مطالبًا بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في مسؤولية بدء الحرب وتحويل الجناة للمحكمة الجنائية الدولية.

قوبلت هذه التغريدة بموجة عارمة من السخرية، حيث اعتبرها كثيرون معلومات غير دقيقة، مؤكدين أن الجميع يعلم أن مليشيا الدعم السريع هي من أشعلت فتيل الحرب في السودان.

ولم يجد الفاضل أي تعاطف من المتابعين، الذين انبروا في انتقاد هذه التغريدة باعتبارها حلقة جديدة في سلسلة تغريداته التي تصف بأنه “يغرد وحده خارج السرب”، وتؤكد مواقفه المتأرجحة التي عُرف بها طوال مسيرته السياسية.

 

تاريخ من المواقف المتأرجحة

 

لطالما عُرف مبارك الفاضل المهدي بتقلب مواقفه السياسية، التي تتغير كيفما اتفقت مع مصالحه الشخصية. فالتاريخ يذكر أنه عارض الرئيس نميري، بل واتُهم بالتورط في محاولة انقلابية عام 1976، قبل أن يجري مصالحة شاملة مع ذات النظام.

في بدايات نظام الإنقاذ، كان الفاضل من أشرس معارضيه، ثم أصبح مساعدًا للرئيس البشير، قبل أن يُقال من منصبه ويُعتقل عام 2007 بتهمة تدبير محاولة انقلابية. وفي عام 2010، أعلن عودته إلى حزب الأمة وترشحه للانتخابات الرئاسية، ثم انسحب منها. وفي عام 2012، غادر السودان معارضًا لحكم البشير، ومتقاربًا مع الجبهة الثورية المتمردة. لكنه سرعان ما عاد إبان فترة الحوار الوطني التي أطلقها نظام البشير، ليصبح وزيرًا للاستثمار ونائبًا لرئيس الوزراء. ومع تصاعد المظاهرات ضد النظام، قفز من “مركب البشير” ليبدأ رحلة جديدة من التقلبات، متقاربًا تارة مع قوى الحرية والتغيير ومبتعدًا عنها تارة أخرى.

 

مواقف متناقضة حيال الحرب

 

تجلت مواقف مبارك الفاضل المتناقضة بوضوح حيال الحرب الدائرة في السودان. ففي الأيام الأولى من الصراع، أعلن مساندته لقوات الجيش، وظهر بشكل دائم في وسائل الإعلام المحلية والعالمية، مؤكدًا أن الجيش يتصدى لعدوان الدعم السريع المدعوم من دول أجنبية، ومصنفًا الدعم السريع على أنه مليشيا ترتكب الجرائم والانتهاكات. بل إنه أكد في إحدى المرات على موت زعيم التمرد حميدتي في الأيام الأولى للحرب، وأنه يعلم مكان قبره.

لكنه سرعان ما بدأ يتحدث عن ضرورة التفاوض مع الدعم السريع ووقف الحرب، مستخدمًا لغة ناعمة مهادنة للمليشيا، رغم تأكيداته السابقة بأنه لا تفاوض مع الدعم السريع إلا على الاستسلام مقابل العفو وإخلاء الأحياء السكنية والمستشفيات. ليفاجئ الجميع بتصريحه الأخير الذي جلب له سخرية واسعة، زاعمًا أن الإسلاميين هم من أطلق الرصاصة الأولى للحرب. ورجحت مصادر موثوقة أن هذا الموقف المفاجئ يعود إلى عدم تعيينه رئيسًا للوزراء بعد وعود تلقاها من جهات نافذة في الدولة.

 

محب للسلطة ومطارد للمناصب

 

تشير التجارب السياسية لمبارك الفاضل طوال عمره السياسي إلى أنه محب للسلطة ويسعى إليها بكل الوسائل، مما يعكس انتهازية مفرطة ووعيًا مصلحيًا. فقد كان ضمن الطاقم الوزاري في كل الحقب السياسية التي مرت على السودان، منذ نظام نميري وفترة الديمقراطية الثالثة برئاسة الصادق المهدي، ووجوده على فترتين في نظام الرئيس البشير.

في فترة حكم ابن عمه الصادق المهدي، جمع مبارك بين وزارتين في وقت واحد (الصناعة والاقتصاد والتجارة الخارجية)، ثم تولى منصب الداخلية والطاقة والتعدين لاحقًا. وفي إطار سعيه للسلطة، قاد انشقاقًا ضد حزب الأمة عام 2000، وترأس الحزب الجديد الذي حمل اسم “حزب الأمة: الإصلاح والتجديد”، ثم دخل في شراكة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم آنذاك.

 

زيارة غامضة للإمارات و”رجل بلا ذاكرة”

 

تلقى مبارك الفاضل دعوة من حكومة أبوظبي لزيارة الإمارات، وهي زيارة وصفت بـ**”الغامضة”** وأثارت جدلاً واسعًا. ربط كثير من المراقبين بين هذه الدعوة والتبدل المريب في مواقفه، خصوصًا بعد هجومه العنيف على قادة الجيش. يرى البعض أن الإمارات ترغب في توفير دعم سياسي لتحالف “تأسيس” الذي يتبنى تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع، وأن مبارك الفاضل ربما يكون موعودًا بمنصب سياسي كبير في تلك “الحكومة المزعومة”، وهو ما يفسر تطلعاته القديمة المتجددة لحكم السودان.

يصف الكاتب الصحفي عبدالماجد عبدالحميد مبارك الفاضل بأنه “رجل بلا ذاكرة وبلا مواقف”، يظل “يقفز من مركب إلى مركب”، وأن “كل المراكب التي يظن فيها النجاة سرعان ما تغرق”. ويضيف أن الفاضل لديه “قدرة خارقة على الوقوف في الجانب الخطأ من مسيرة المشهد السياسي”، وأن “هذا التردد أفقده أبسط قواعد الموضوعية عند قراءة اتجاه البوصلة السياسية”. ويختتم بمقولة الإمام الراحل الصادق المهدي بحقه: “مبارك الفاضل كضب المطر وأكل التيراب”، وهي كناية سودانية تعني أنه يغير ولاءاته بسهولة ويتبع مصالحه.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى