
متابعات _ اوراد نيوز
“في انتظار جودو”… أشهر مسرحية في القرن العشرين، وسبب شهرتها أن كل أحد فيها – وفي العالم – يؤجل أمانيه المستحيلة حتى يأتي “جودو”.
وجودو هو البطل الغائب، القادر على فعل كل شيء.
والمسرحية تسخر من الأماني التي لا هي تتحقق، ولا هي تترك الناس. والناس يتشبثون بها لأن اليأس لا يُطاق.
وما يدهشك هو أن “جودو” والانتظار هما الشيء ذاته عند المسلمين: “المهدي المنتظر” عند أهل السنة، و*”الإمام الغائب”* عند الشيعة.
في السبعينيات، زار الكاتب فهمي هويدي إيران، وهناك وجد أنهم ما زالوا يؤمنون أن الإمام الغائب كان طفلًا في “سرّ من رأى”، وأنه هناك، ذات يوم، مشى ودخل كهفًا، وأمه تنظر إليه، وأن ذلك كان قبل ألف عام، وأنه سيعود.
والناس هناك، كل يوم، يجعلون حصانًا مطهّمًا بسرج حريري يقف أمام الكهف، وينتظرون خروج الإمام الغائب.
ونحن في السودان، حصاننا يقف أمام الكهف منذ… منذ كم؟ وننتظر.
ونوقن أنه سوف يأتي يومًا ما.
في السودان، التعلّق بالأمر – المهدي المنتظر – بلغ أننا أقَمْنا بالفعل… وقاتلنا معه!
إلى درجة أنه يوم مات، كاد البعض يُصاب بالجنون.
لكن الأمر لم يكن علمًا.
الأمر كان: أمنيات مستحيلة.
وقوعها مستحيل… وتركها مستحيل.
وفي مسرحية جودو، السيد جودو… العبقري المنتظر، يأتي بالفعل.
رجل… دون رأس!
……
ابن خلدون يقول:
“العرب، دون دين، لا قيمة لهم.”
ليت ابن خلدون يُطلّ برأسه من قبره… يومًا.