بعد طول غياب .. السودان يعود للعالم عبر الخيوط الخفية

متابعات _ اوراد نيوز

تعد الشراكة الاستراتيجية بين زين السودان وفيزا نقطة تحول محورية نحو تعزيز التحول الرقمي والشمول المالي في السودان. هذا التعاون التاريخي، الذي جرى توقيعه على هامش منتدى الدفع الإلكتروني في برشلونة، سيمكن السودانيين من الحصول على بطاقات فيزا الرقمية لأول مرة، مما يفتح آفاقًا جديدة للمعاملات المالية الآمنة عبر الإنترنت والمنصات العالمية.

فيزا باي: خدمة جديدة لتعزيز الشمول المالي

أكدت زين أن إطلاق خدمة “فيزا باي” (Visa Pay) يأتي دعمًا للتوجهات الوطنية نحو التحول الرقمي والشمول المالي، اللذين أصبحا ركيزة أساسية لتعزيز الاقتصاد الوطني في ظل التحديات الراهنة. هذا التطور يعكس التزام الطرفين بتوسيع نطاق المدفوعات الإلكترونية، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية المعقدة التي يواجهها المواطنون والمؤسسات السودانية.

كسر العزلة الرقمية والمالية

تمثل هذه الشراكة خطوة جادة لكسر العزلة التقنية والمالية التي طالما عانى منها السودان، نتيجة للعقوبات الاقتصادية الأمريكية التي فرضت قيودًا صارمة على الخدمات المالية العالمية، بما في ذلك بطاقات الدفع. يُنظر إلى دخول فيزا السوق السوداني كخطوة استراتيجية ستدفع البلاد نحو مرحلة جديدة من الانفتاح على المنظومات المالية الدولية، مما قد يسهم في حل العديد من الأزمات النقدية والمالية.

تسارع التحول الرقمي رغم التحديات

يأتي توقيت هذه الشراكة في ظل تسارع ملحوظ في استخدام المحافظ الإلكترونية والدفع عبر الهاتف المحمول في السودان، كحلول حيوية للأنظمة المصرفية التقليدية المتضررة من الحرب. تشير التقارير المحلية إلى تزايد اعتماد المواطنين على الوسائط الرقمية لإدارة شؤونهم المالية، في ظل أزمة السيولة وتعطل البنوك، مما يجعل خدمات الدفع الإلكتروني خيارًا لا غنى عنه. كما أن إعادة هيكلة فئات العملة المحلية لمواجهة تزوير النقود دفعت العديد من المؤسسات نحو التحويلات ومنصات الدفع الرقمية كبديل موثوق.

زين تفتح أبواب المستقبل بفيزا

تراهن زين السودان على هذه الخطوة لخلق بيئة مالية رقمية حديثة، تمنح العملاء في السودان، داخل وخارج البلاد، فرصة الاستفادة من خدمات فيزا في التسوق، حجز التذاكر، والتحويلات الدولية، وغيرها من الخدمات التي كانت محظورة لسنوات. ومع كون فيزا واحدة من أكبر شركات الدفع الإلكتروني عالميًا، فإن دخولها السوق السوداني سيعيد ربط البلاد بالمنظومة المالية العالمية، مما يعزز البنية الرقمية ويجذب الاستثمارات في القطاع المالي والتكنولوجي.