من هو الفريق داوؤد كبرون؟.. وزير الدفاع الجديد

متابعات _ اوراد نيوز

شهد السودان قرارًا لافتًا من مجلس السيادة الانتقالي بتعيين الفريق محاسب حسن داوؤد كبرون وزيرًا للدفاع. هذا التعيين حظي بترحيب واسع داخل الأروقة العسكرية وبين قطاعات عريضة من الشعب السوداني، خاصةً أولئك الذين تابعوا عن كثب صموده الأسطوري خلال حصار القيادة العامة للقوات المسلحة.

مسيرة عسكرية حافلة: من الدلنج إلى سدة الوزارة

وُلد الفريق داوؤد في الدلنج بولاية جنوب كردفان عام 1962. تدرج بثبات في سلم الرتب العسكرية بالقوات المسلحة السودانية حتى وصل إلى رتبة الفريق في 25 مايو 2022. شغل قبل ذلك منصب مدير الإدارة المالية للجيش السوداني، وفي عام 2021، اختاره الفريق أول عبد الفتاح البرهان لرئاسة لجنة مراجعة أعمال شركة “زادنا”. يُذكر أن الفريق داوؤد هو والد الملازم أول عماد حسن، الذي يقاتل حاليًا في جبهات “معركة الكرامة”، مما يؤكد انخراط عائلته بأكملها في الدفاع عن الوطن في هذا الظرف الحاسم.

سنتان من الصمود الأسطوري في القيادة العامة

مع اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، كان الفريق داوؤد من بين القيادات العليا المحاصرة داخل القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم. ظل صامدًا في موقعه لمدة عامين كاملين، ليصبح بذلك أحد أبرز رموز الصمود البطولي في وجه محاولات مليشيا الدعم السريع المتكررة للسيطرة على المقر.

خلال فترة الحصار، ظهر الفريق داوؤد في عدة تسجيلات مصورة، يخاطب جنوده بثبات وهدوء، حاثًا إياهم على الصبر والقتال والدفاع عن الجيش والوطن. ستبقى عبارته الخالدة التي قالها في الأسبوع الأول للحرب محفورة في الذاكرة العسكرية والشعبية: “إما أن نحمل علم السودان يرفرف عاليًا أو نحمل على أكتاف غيرنا إلى مثوانا الأخير“.

مقاتل شرس وقائد ميداني بامتياز

لم يكتفِ الفريق داوؤد بالقيادة من الخلف، بل خاض معارك القيادة العامة بنفسه، حاملًا السلاح إلى جانب جنوده. كان مقاتلًا شرسًا لا يعرف التردد، وشارك في جميع الاشتباكات من داخل المقر طوال العامين الماضيين. يُنسب إليه، ولعدد من الضباط الصامدين، الفضل – بعد توفيق الله – في صمود القيادة العامة وعدم سقوطها خلال هذه الفترة العصيبة.

يُعرف الفريق داوؤد بعلاقاته القوية بجنوده والمجاهدين، ويحظى باحترام واسع من كتائب البراء بن مالك، التي أبدت فرحة كبيرة بتعيينه وزيرًا للدفاع، تقديرًا لفراسته وشجاعته وأخلاقه العالية رغم رتبته الرفيعة.

دلالات التعيين في التوقيت الراهن

يرى المراقبون أن تعيين أحد أبطال “معركة الكرامة” في منصب وزير الدفاع يحمل رسالة واضحة من الجيش السوداني حول عزمه على حسم المعركة عسكريًا. كما أن اختيار الفريق داوؤد تحديدًا لهذا المنصب يعكس رغبة الفريق أول البرهان في تنشيط دور وزارة الدفاع ودمجها بشكل أكبر في إدارة سير العمليات الحربية.

يُعرف الفريق داوؤد بنزاهته وأمانته واستقامته، وهي سمات أهلته سابقًا لتولي الإدارة المالية للجيش. لكن إلى جانب ذلك، يُعرف عنه حيويته ونشاطه الميداني، وهو ما يُضفي على منصب وزير الدفاع بريقًا خاصًا ويُتوقع أن ينعكس إيجابًا على أداء الوزارة في المرحلة المقبلة.

نحو مرحلة جديدة من المواجهة وتعزيز هيبة الوزارة

يفتح تعيين الفريق داوؤد الباب أمام توقعات بدور متعاظم لوزارة الدفاع خلال المرحلة القادمة، بعد أن كانت بعض المهام التنفيذية موزعة بين القيادة العامة وكيانات عسكرية أخرى. ومع وجود شخصية بحجم وتاريخ الفريق داوؤد، يتوقع المتابعون أن تشهد الوزارة تفعيلًا غير مسبوق ومشاركة مباشرة في تنسيق المعركة وتوجيه الجهود القتالية على جميع المحاور.

هل تتوقع أن يسهم هذا التعيين في تسريع وتيرة الحسم العسكري في السودان؟