
متابعات _ اوراد نيوز
شنّ مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة بجنيف، السفير حسن حامد حسن، هجومًا لاذعًا ومباشرًا على مندوب الإمارات العربية المتحدة، وذلك في ثلاث مداخلات متتالية خلال اجتماع رفيع المستوى مخصص للنزاعات والقانون الدولي الإنساني. جاءت هذه المواجهة الساخنة ردًا على محاولة مندوب الإمارات التنصل من دعم بلاده للملـ يشيا المتمردة في السودان، وذلك بزعمه مساهمة الإمارات في دعم المنظمات الدولية للإغاثة الإنسانية.


مبادئ العمل الإنساني والاتهامات السودانية
شدد السفير السوداني على أن جوهر العمل الإنساني يقوم على الحياد التام والمطلق. وأوضح أن أي جهة متورطة في تزويد المليـ شيات المتمردة بالسلاح والعتاد العسكري والمرتزقة لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تدعي دورًا إنسانيًا على منصات دولية رفيعة كهذه. وأكد أن من يدعم هذه المليـ شيات بأسلحة متطورة، بما في ذلك الطائرات المسيرة الاستراتيجية التي تستهدف المنشآت المدنية والخدمية في السودان، يجب أن يتحمل المسؤولية الكاملة وأن يُعتبر شريكًا أصيلًا في هذه الجرائم.
أدلة دامغة على تورط الإمارات
وأضاف السفير حسن أن تورط الإمارات في دعم ورعاية المليـ شيا المتمردة في السودان أصبح أمرًا لا يقبل الجدل أو الإنكار. وفي ظل ضيق الوقت المخصص للرد، أشار إلى عدد من الأدلة الدامغة التي تؤكد هذه الاتهامات، منها:
* تقرير فريق خبراء مجلس الأمن: لفت السفير إلى التقرير الصادر عن فريق خبراء مجلس الأمن بموجب القرار 1591، والذي أُودع لدى المجلس في 15 يناير 2024 وتم تعميمه كوثيقة رسمية من وثائق الأمم المتحدة.
* تقارير المنظمات الدولية: أكد أن تقارير كبرى المنظمات الدولية، وآخرها التقرير المدعم بالأدلة الصادرة عن منظمة العفو الدولية، جميعها تؤكد تورط الإمارات. كما أشار إلى تقارير مراكز الرصد المرموقة والمؤسسات الإعلامية الكبرى والصحف العالمية الموثوقة التي تؤكد هذا التورط، فضلًا عن شكوى السودان المدعومة بالأدلة الدامغة والمودعة لدى مجلس الأمن.
* انتهاك القانون الدولي الإنساني: شدد السفير على أن احترام القانون الدولي الإنساني يتطلب أولًا وقبل كل شيء الحياد واحترام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ناهيك عن التورط في دعم وتبني ملـ يشيا متمردة تمارس الإرهاب وتستهدف الدولة والشعب.
“أموالكم لا تشرفنا”: رد السودان على ادعاءات الإمارات
حاول مندوب الإمارات الرد على اتهامات السودان، زاعمًا أن بلاده لا تدعم أي طرف، وساردًا قائمة بالمبالغ التي تبرعت بها بلاده للمنظمات الإنسانية. عندها، مارس مندوب السودان حقه في الرد مرة أخرى قائلًا: “أمسكوا عليكم أموالكم، فشعب السودان أكرم من ذلك”. وأشار إلى أن الأيدي التي تقدم السلاح والعتاد والطائرات المسيرة الاستراتيجية لضرب الشعب السوداني ومرافقه المدنية لا يمكن أن تشارك في مثل هذا المنبر وتدعي تقديم الدعم الإنساني.
أما بخصوص مزاعم مندوب الإمارات ببراءة بلاده، فقد أكد السفير السوداني أنه لا يوجد تقرير واحد قد برأ الإمارات. واعتبر تشبثهم بـ “المسألة الإجرائية” المتعلقة بمحكمة العدل الدولية محاولة يائسة من “غريق في الاتهامات” للتشبث بـ “قشة غير مجدية”. وأوضح أن محكمة العدل الدولية لم تبرئ الإمارات، بل أفادت بأن الشكوى ليست ضمن دائرة اختصاصها. وخلص إلى أنه يتعين على الإمارات تحمل المسؤولية والتوقف فورًا عن دعمها للمليـ شيا المتمردة إذا كانت تلتزم حقًا بالقانون الدولي الإنساني وتحترم حرمة هذه المنابر الدولية.