
متابعات _ اوراد نيوز
في فاجعة مؤلمة هزت الشارع السوداني، غيب الموت الطفلة البريئة رتيل محمد أحمد، البالغة من العمر عامين فقط، إثر إصابتها بطلق ناري طائش صباح اليوم بمدينة الأبيض. هذا الحادث المروع يسلط الضوء مجددًا على تفشي ظاهرة التفلت الأمني والاحتفالات غير المنضبطة التي تحول الفرح إلى حداد.
البراءة ضحية الرصاص الطائش
كانت الطفلة رتيل تلهو بسلام أمام منزل عائلتها، لتتحول لحظات براءتها إلى مشهد دموي عندما اخترقت رصاصة عابرة جسدها الغض. سقطت الطفلة غارقة في دمائها، وسط ذهول وصدمة أفراد أسرتها والجيران الذين سارعوا لنقلها إلى المستشفى. ورغم الجهود الطبية المضنية، أكدت المصادر الطبية أن الإصابة كانت مباشرة وخطيرة، ما حال دون إنقاذ حياتها، لتنضم “رتيل” إلى قائمة ضحايا الرصاص العشوائي في السودان.
تحذيرات متجاهلة.. وحياة تُزهق
تأتي هذه الحادثة المأساوية رغم التحذيرات المتكررة من قبل السلطات الأمنية والمبادرات المجتمعية التي طالبت بمنع إطلاق الأعيرة النارية في المناسبات. هذه التحذيرات لم تلق آذانًا صاغية، فما زالت رصاصة الاحتفال قادرة على تحويل الأفراح إلى مآسٍ أبدية، كما حدث لعائلة الطفلة رتيل.
متى تتوقف هذه المأساة؟
أعادت حادثة “رتيل” طرح تساؤلات ملحة حول جدية الجهات المعنية في تطبيق قوانين حيازة الأسلحة واستخدامها، وغياب الرادع القانوني الذي شجع البعض على التعامل مع السلاح الخفيف كأداة للبهجة لا أداة للقتل. ناشطون ومدافعون عن حقوق الطفل دعوا إلى فتح تحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين، مؤكدين أن التهاون في هذه الجرائم يؤدي إلى تكرارها.
“رتيل”.. صرخة براءة في وجه الفوضى
تحولت صورة الطفلة رتيل إلى رمز للبراءة التي قتلت دون ذنب، ما أثار موجة غضب وحزن عارمة بين السودانيين عبر منصات التواصل الاجتماعي، الذين طالبوا بسن قوانين صارمة تمنع حمل السلاح العشوائي وإطلاقه. وفي بعض أحياء الأبيض، نُظمت وقفات احتجاجية صامتة، رُفعت فيها صور الطفلة الراحلة ولافتات تطالب بوقف إطلاق النار العشوائي، متسائلين: “رتيل آخر الضحايا.. أم البداية؟”