
متابعات _ اوراد نيوز
مع إسحق
( ضد النسيان)
الحيوان وحده هو الذى لا يفكر فى ما حدث أمس..
وما يحدث غداً ..
الحيوان الأبكم الذى يمشى على أربع ..
والحيوان الفصيح الذى يمشى على قدمين ..
وشاعر مصرى ننثر حديثه عن الحلة ونتصرف فيه ..
قال:
دا بيصلى على الهادى ..
ودا بيضحك لجيرانه ويصبح ..
ودول شلة شباب…كورة ..
ودا ماشى ويغنى تقول يشخر ..
ودى فاتحة شبابيكا ..
وبتبخر..
ودا مارق…ودا بيخش ..
ودى بتكنس…ودى بترش ..
ودى بتنفض وتروق ..
وقدام البيوت اطفال ..
وايديهم ملانة تراب ..
ودا بيجيب طوب عشان يترص ..
ودا بيدى لصاحبه مقص ..
ودا يعيط ..
تلاقى امه طالعة تصارخ ..
الهى تنقطع ايد اللى زق الواد ..
ودا بفنيلة واقف يبص ..
تشوف جسمه..تحس انه سجارة وانطفت فى النص ..
تسرسع واحدة فى اودة كانها خن ..
وتطلع واحدة تترقص كانها جن ..
تقول ياختى..يريت ياختى تلمى الدور وتتلمى ..
ودم فاير ..
ودى بتفضح ..
ودى تعاير ..
وجارتها بنص لسان ..
يانمامة ..
ترد جارتها. ياقمامة ..
ودا مسكوه مع فلانة ..
وفين يا فين ..
ودى زبطوها…وشتايم ..
ودا مشلوم ..
ويخرجوا بالغضب والشوم ..
ضرب نازل ضرب طالع ..
ودا سكران يسب الدنيا والشافع ..
ودى بتحدف طبيخ من فوق ..
ودا مشقوق ..
ودا حطوله راسه فى التراب بيسف ..
ودا اتلوث. ودا بيتف ..
……
وفى حلة كذا التى جرت فيها المذبحة…وحلة كذا التى لم تجد جثثها من يدفنها وحلة..وحلة ..
المشهد كان هو المشهد أعلاه فى الازقة ..
دون ان يخطر لأحد أن الأولاد والكورة والنسوان والشجار والسكران والمغنى و..كلهم سوف يقتلون فى الطريق هذا ذاته..
فقد كانت مائة عربة من الجنجويد تتجه فى الساعة ذاتها اليهم…
وفى حلة زرقة وحلة مفتاح وسوق النجرة ..
وأسواق ودروب وبيوت ومساجد الف حلة ومائة مدينة كان الضجيج والفوران والضحك والموت والكذب موج يضج..
حتى منتصف أبريل قبل عامين دون أن يخطر لأحد أن ما يحدث خلف سور الحوش مباشرة هو…
هو أن خطة إبادة الناس والسودان/ التى توضع منذ سنوات/ تصل الآن مرحلة التنفيذ..
وأن الرشاشات بأيدى كلاب الأرض قد وصلت الى السور ..
…..
(٢)
ولسنوات كان ما يتسلل هو ..
دكاكين الاحياء فى كل قرية ومدينة يحتلها ناس من جهة واحدة معينة ..
ومنابر المساجد ..
وطلاب فى كل جهة يمكن الدخول اليها ..
والخلاوى ..
ثم موجة من شراء البيوت ..
ثم شراء الاسواق ..
ثم شراء المزارع ..
ثم…ثم….
وكلها من يشتريها/ وبأسعار هى أضعاف أضعاف سعرها/ هو جهة واحدة معينة…
كانت هذه هى مرحلة نزع الجذور ..
ونزعت…ودون أن ينتبه احد ..
ثم الإتجاه/ فى الخطة التى وضعت منذ سنوات/ الإتجاه الى تهجير الناس
ثم كنس بالرشاشات للتهجير هذا…الكنس الذى يجعل تسعة أعشار قرى ومدن السودان…نازحين يبحثون عن خيام ممزقة ..
وفى الخطة….تهجير كل السودانيين للبقاء فى أطراف الارض..
والسودان لكلاب افريقيا المرتزقة…
يبقون فى الشتات….دون حتى المفاتيح…ثم الشعر والبكاء…ثم نسيان السودان….ثم…ثم
كل هذا يجرى ولا أحد يشعر بشىء ..
وما يحدث ما بين قحت وحتى المذابح هو إنتقال من مرحلة لأخرى…
وهذه مقدمة للحديث عما جرى فى السنوات العشرين الاخيرة
سنوات تنفيذ….( تنفيذ. وليس وضع) الخطة ..
ونحن غافلون ..