متابعات _ اوراد نيوز
من أعماق الحقول السودانية، يخرج إلينا نباتٌ متواضع الحجم إلا أنه يحمل في طياته كنوزاً غذائية ودوائية لا تُعد ولا تُحصى، إنه الكول. لطالما كان الكول عنصرًا أساسيًا في المطبخ السوداني التقليدي، وخاصة في غرب السودان، حيث يُعتبر من التوابل الأساسية التي لا تستغني عنها الكثير من الأسر. فما هي قصة هذا النبات العجيب؟ وما هي فوائده الصحية التي جعلته يحظى بهذا الشهرة؟
الكول هو نبات له من الأسماء في مناطق مختلفة من السودان، ويستخدم بشكل رئيس كتوابل في ملاح العصيدة لدى بعض قبائل السودان.
كما يدخل في صناعة الأوراق والأعلاف وبعض الصناعات الغذائية والصيدلانية. يستخدمه البعض فى السودان كبديل للقهوة، كما تُستخدم بذوره لعلاج الإعياء، بينما يُستخدم مغليه في علاج الصداع وآلام المعدة وبعض الأمراض الغامضة.
على الصعيد العالمي، يستخدمه الصينيون كعلاج لاحمرار العيون والصداع. ويعتبر الكول مادة بديلة للحوم بالنسبة للفقراء، رغم أن رائحته الكريهة “فى نظر البعض” قد تنفر البعض.
الاسم الإنجليزي: Sickle pod
الاسم اللاتيني: Cassia obtusifolia
العائلة: البقولية (Leguminosae)
الكول هو نبات حولي ينتمي إلى العائلة البقولية، وقد تم تصنيفه كعشبة ضارة، شجيرة أو نبات عشبي. في غرب السودان، يُسمى الكول، بينما يُعرف في شرقه باسم سوريب أو سوريب عفن (Sorib). يوجد بكثرة في أمريكا، إفريقيا وآسيا.
النبات يتميز بأوراق مركبة تتكون من ثلاثة أزواج من الوريقات البيضاوية الشكل، وتزهر أزهاراً صفراء إلى برتقالية. يصل طول سيقانه إلى 2 متر، والأوراق حساسة للضوء.
استخدامات الكول:
- تُستخدم بذور الكول في علاج الإعياء، وتُغلى بذوره لصنع شاي يعالج الصداع، آلام المعدة، والإرهاق، وبعض الأمراض غير المعروفة.
- يُستخدم الصمغ المستخرج من البذور في الصناعات الغذائية والصيدلانية، وكذلك في صناعة الأوراق والأعلاف.
- في منطقة جبال النوبة، يُستخدم الكول كمصدات للرياح لحماية نباتات الذرة والدخن بفضل طول سيقانه وقوته.
- يُحسن البعض طعمه بتحميصه واستخدامه كبديل للقهوة.
- تُستخدم بذور الكول بعد خلطها مع التربة بنسبة 5% كمبيد للنيماتودا.
- سيقان الكول، التي قد تصل إلى 2 متر، تُستخدم في بناء الأكواخ أو كوقود.
في السودان، يتم تخمير أوراق الكول لا هوائيًا لإنتاج الكول المتخمر الذي يُضاف بكميات مختلفة إلى الملاح حسب رغبة المستهلك.
يُعد الكول بديلاً للحوم في أوقات الفقر، ويُستخدم كتوابل في العصيدة. رغم أنه يعتبر طعاماً للفقراء ويُنظر إليه كغذاء غير مرغوب فيه من الأغنياء بسبب رائحته ، إلا أن استهلاكه أصبح شائعًا في مختلف أنحاء السودان، خاصة في فترات غلاء أسعار اللحوم. في فترة المجاعة في الثمانينات، تم منع تناول الكول وعصيره لتفادي إصابة الأطفال بمرض الكواشيركور.
المكونات الغذائية:
- الكول غني بالبروتينات، الكربوهيدرات، الفيتامينات والمعادن.
- يحتوي على نسبة عالية من البروتين في الأوراق قبل وبعد التخمير، مع تحسن في قيمته الغذائية بعد التخمير.
عملية تحضير الكول:
- يتم تجهيز إناء التخمير (زير) ويتم تنظيفه من الداخل باستخدام مادة لزجة مثل نبات الباميا أو نبات أباديب لمنع اختلاط الكول بالتراب.
- يتم تنظيف أوراق الكول من السيقان والبذور والأزهار، ثم تُدق الأوراق بعناية للحفاظ على العصير.
- تُوضع العجينة في إناء التخمير وتُغطى بأوراق الذرة الرفيعة ثم تُضغط بالحجارة.
- يتم إغلاق فم الإناء بالغطاء المعدني والطين لمنع دخول الحشرات.
- يُخلط المزيج داخل الإناء كل ثلاثة أيام، وبعد 14 يومًا يتكون الكول المتخمر.
- يتم تشكيل العجينة إلى كرات صغيرة وتُعرض لأشعة الشمس لمدة 3-4 أيام حتى تجف.
تنبيه:
رغم فوائد الكول الغذائية، لكن هناك حاجة لإجراء أبحاث حول سمية البذور والأوراق بعد التخمير لضمان سلامتها على الصحة وعدم تأثيرها السلبي.
