
في عملية إنسانية، قامت المنظمة الدولية للهجرة بالتعاون مع السلطات السودانية بإجلاء مئات المهاجرين النيجيريين الذين تقطعت بهم السبل جراء الحرب المستمرة في السودان. هذه العملية، التي وصفت بأنها “عودة طوعية”، تأتي في إطار جهود متكاملة لتخفيف معاناة الفئات الأكثر ضعفاً.
- قصص من قلب المعاناة:
كانت الرحلة محملة بقصص شخصية تروي فصولاً من الصمود والبؤس. إبراهيم محمد، الذي يعمل سائق “ركشة” سابقاً في الخرطوم، اضطر لترك حياته وعمله خلفه ليواجه ظروفاً قاسية في بورتسودان، حيث بات ينام في الشوارع ويعمل بأعمال بسيطة. يعود اليوم إلى بلاده وفي قلبه أمل في لم شمل عائلته، خاصة مع انتظار مولوده الأول.
قصة أخرى يحملها محمد عبد الله، الذي عاد إلى نيجيريا بقلب مثقل بعد أن فقد والده خلال فترة غيابه. كان محمد يمتلك متجراً لإصلاح الهواتف، ولكنه خسر كل شيء بسبب الحرب، شأنه شأن آلاف المهاجرين الآخرين.
شراكة إنسانية من أجل العودة:
بحسب المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة بالسودان، محمد رفعت، فإن هذه العملية شملت 146 مهاجراً في المرحلة الأولى، وغالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن. وقد أكد رفعت أن التعاون مع الحكومة السودانية كان حجر الزاوية في إنجاح هذه المهمة، والتي تهدف إلى توفير حلول مستدامة للمهاجرين المتأثرين بالصراع.
من جانبها، أكدت الحكومة السودانية، عبر المفوض العام للعون الإنساني أحمد محمد عثمان، التزامها بدعم اللاجئين والمهاجرين المقيمين على أراضيها، مشيرة إلى أن هذه العملية تمثل جزءاً من برنامج شامل لـ”العودة الطوعية” وتأتي كاستجابة لتدهور الأوضاع المعيشية.
وقد أوضح السفير أونور أحمد، مدير إدارة الحدود والأجانب بالخارجية، أن هذه العودة تندرج تحت مساعي الحكومة لتقنين أوضاع المهاجرين الذين دخلوا البلاد بطرق غير نظامية، وأنها خطوة أساسية لتعزيز الشراكة مع المنظمات الدولية لمكافحة الهجرة غير الشرعية.