
تحولت رحلة جديدة عبر البحر المتوسط إلى مأساة إنسانية بعد غرق ثلاث شقيقات سودانيات تتراوح أعمارهن بين 9 و11 و17 عاماً، أثناء محاولتهن عبور البحر على متن قارب مطاطي متهالك انطلق من مدينة زوارة الليبية باتجاه السواحل الإيطالية، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وقالت منظمة إنقاذ ألمانية إن سفينتها “نادير” اعترضت القارب المكدّس بالمهاجرين، وتمكنت من إنقاذ أكثر من 65 شخصاً، بينهم نساء حوامل وأطفال، غير أن فرق الإنقاذ عثرت على جثث الفتيات الثلاث داخل القارب، في مشهد يختصر قسوة الطريق الذي يسلكه آلاف الباحثين عن الأمان في أوروبا.

وأضافت المنظمة أن غالبية المهاجرين الذين كانوا على متن القارب ينحدرون من السودان، إلى جانب آخرين من مالي وساحل العاج وإثيوبيا وإريتريا. وتم نقل 14 مصاباً في حالة حرجة إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية لتلقي العلاج، بينما أُعيد توزيع بقية الناجين على مراكز الاستقبال في الجزيرة.
وتعيد هذه الفاجعة تسليط الضوء على المخاطر الهائلة التي يواجهها المهاجرون غير النظاميين في البحر المتوسط، الذي تحول إلى واحد من أخطر طرق الهجرة في العالم، حيث يلقى الآلاف حتفهم سنوياً غرقاً أو اختناقاً داخل قوارب مكتظة لا تصلح للإبحار.
وفي وقت تتصاعد فيه الأزمات الإنسانية في بلدان المصدر، يواصل خبراء ومنظمات حقوقية دعواتهم إلى إيجاد حلول إنسانية وآمنة للهجرة، تضع حداً لسلسلة المآسي المتكررة وتمنح الفارين من الحروب والفقر مسارات بديلة أكثر أمناً تحفظ حياتهم وكرامتهم.