
كسلا 25 اغسطس 2025م
يُجدد فيضان نهر القاش هذا العام مأساة سنوية في ولاية كسلا شرق السودان، حيث حاصرت مياهه المتدفقة قرى ومناطق سكنية، مسببة موجة جديدة من النزوح والمعاناة. وبينما يُنتظر من هذا النهر أن يكون مصدرًا للحياة والخصوبة، فإنه يتحول في موسم الأمطار إلى قوة مدمرة تُهدد حياة الآلاف وتُلقي بظلالها على واقع هشّ بالفعل.
وتعيش منطقة تندلاي شمال مدينة كسلا أزمة إنسانية متفاقمة بعد أن حاصرتها مياه فيضان نهر القاش، مما أدى إلى عزل مئات العائلات. ووفقًا لتقارير محلية، فقد أصبح الاعتماد على مياه الفيضان غير النقية هو الخيار الوحيد للسكان، مما يرفع من مخاطر تفشي الأمراض المنقولة بالمياه، لا سيما مع عدم توفر وسائل التعقيم الأساسية مثل الكلور. ويأتي هذا الوضع في ظل استمرار ارتفاع منسوب النهر، مما يضاعف من معاناة الأهالي المحاصرين لليوم الثاني على التوالي.
وأكد عدد من الأهالي أن الأزمة تتجاوز كونها ظرفاً طارئاً، لتتحول إلى تهديد صحي وبيئي مستمر، في وقت ناشدوا فيه السلطات بضرورة التدخل العاجل عبر تسيير جسر جوي إغاثي يوفر الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب لآلاف المدنيين المحاصرين.
واستجابة لتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، نفذت القوات المسلحة عمليات إنزال جوي باستخدام مروحيات محملة بالمواد الغذائية، مستهدفة القرى الأكثر تضرراً بولاية كسلا، في محاولة لتخفيف آثار العزلة التي فرضها الفيضان.
كما جدد سكان المنطقة مطالبهم للحكومة الولائية بإنشاء طريق إسفلتي بطول 18 كيلومتراً يربط تندلاي بالطريق القومي، مشيرين إلى أن انقطاعهم السنوي خلال موسم الأمطار يفاقم معاناتهم ويعطل وصول الخدمات الصحية والتعليمية والإمدادات الأساسية.
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات المحلية في مروي بالولاية الشمالية حالة الاستنفار، محذرة المواطنين من الارتفاع المتواصل في مناسيب نهر النيل شمال سد مروي. ودعت إلى اتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر، خاصة في المناطق الزراعية والجزر النيلية ومواقع المضخات، مؤكدة أن تدفقات المياه ستظل مرتفعة حتى نهاية أكتوبر المقبل.
وأوضحت إدارة السد أن فتح بوابات إضافية في المفيض كان ضرورياً لاستيعاب الزيادات الكبيرة في منسوب النيل، ما يعكس حجم التحديات المتوقعة خلال الأسابيع القادمة على طول مجرى النهر.