متابعات _ اوراد نيوز
في واحدة من أعنف موجات التصعيد العسكري منذ شهور، شنّ سلاح الجو السوداني فجر الخميس سلسلة ضربات جوية مركزة استهدفت مواقع لقوات الدعم السريع بمحيط مدينة الأبيض، مركز ولاية شمال كردفان، ما ينذر بانفجار الوضع الأمني والإنساني في الإقليم المضطرب.
ووفق مصادر عسكرية مطلعة، فقد امتدت الغارات إلى ست مناطق استراتيجية، من بينها الخوي والمجلد وبارا والنهود، وسط معلومات استخباراتية تفيد بأن الدعم السريع كان بصدد تنفيذ هجوم واسع النطاق على مدينة الأبيض. وقالت المصادر إن الضربات أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف القوات المستهدفة من حيث العتاد والأفراد.
وتأتي هذه الهجمات في إطار حملة جوية أوسع تغطي محاور متعددة من ولايات كردفان الثلاث، بما في ذلك الفولة والدبيبات، في ظل تزايد حشد الدعم السريع لقواته قرب المناطق السكنية، مما يهدد بكوارث إنسانية واسعة النطاق.
تحذيرات دولية
وفي بيان حاد اللهجة، عبّر فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، عن “قلقه العميق” حيال نوايا الدعم السريع شنّ هجوم على الأبيض، واعتبر أن بقاء المدنيين في مرمى النيران يعكس “استهتارًا صارخًا بالقانون الدولي”.
ومع اقتراب موسم الأمطار، ترتفع المخاوف من تحول شمال كردفان إلى منطقة منكوبة يصعب الوصول إليها، وسط مناشدات دولية لجميع الأطراف بضرورة حماية المدنيين والمرافق الحيوية مثل المستشفيات والمدارس.
تدهور إنساني سريع
تصاعد وتيرة الاشتباكات تسبب خلال الأسابيع الماضية في نزوح الآلاف من السكان، وسط أزمة إنسانية خانقة تتفاقم يومًا بعد يوم بفعل نقص الغذاء والدواء، وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية في المنطقة. الأمم المتحدة حذّرت من أن استمرار المعارك، بالتزامن مع موسم الأمطار، قد يؤدي إلى شلل كامل في الوصول للمناطق المنكوبة.











