اخبار

ترامب يُشعل النيل مجددًا: “السد يعيق المياه لمصر!”

متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز

 أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاصفة من الجدل بتصريحاته الأخيرة حول سد النهضة الإثيوبي. خلال لقاء مع الأمين العام لحلف الناتو في البيت الأبيض، وصف ترامب السد بـ”العائق” أمام تدفق مياه النيل إلى مصر، مبديًا رغبته في “حل الأزمة بسرعة”.

 

ترامب، المعروف بأسلوبه الصريح، صرح للصحفيين: “نحن وإثيوبيا أصدقاء لكنهم بنوا سدًا منع وصول المياه إلى نهر النيل”، مؤكدًا أن النيل هو “حياة مصر” ومورد دخل حيوي لها. وأضاف متسائلاً بلهجة استغراب: “أعتقد أن الولايات المتحدة موّلت السد، لا أعلم لماذا لم تُحل المشكلة قبل البناء. لكن من الجيد أن يكون النيل مليئًا بالمياه”.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

 

القاهرة تحتفي.. وأديس أبابا ترفض بشدة!

 

لم تمر ساعات قليلة حتى رحّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحرارة بتصريحات ترامب. عبر السيسي عن تقديره لـ”جدية الإدارة الأمريكية تحت قيادته في حل النزاعات”، مؤكدًا ثقة مصر في “قدرة ترامب على إنهاء هذا الملف”. وأشار في تدوينة إلى أن مصر تدعم رؤية ترامب في إرساء السلام والاستقرار بالمنطقة والعالم.

هذه التصريحات المثيرة للجدل تأتي قبل أسابيع قليلة من الموعد الرسمي لافتتاح السد في سبتمبر/أيلول المقبل، ما أعاد تسليط الضوء على أحد أكثر الملفات تعقيدًا في منطقة حوض النيل، خاصة بعد فشل جميع جولات التفاوض السابقة في التوصل إلى اتفاق ملزم.

سد النهضة
سد النهضة

 

هل انتهت أزمة السد أم بدأت من جديد؟ خبراء يجيبون!

 

يرى عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، أن “سد النهضة ليس المشكلة الكبرى أمام مصر الآن”. وأوضح أن “الأمور خفت كثيرًا بعد اكتمال عملية الملء”. ورحب شراقي بتصريحات ترامب إذا كانت تعكس “إرادة قوية حقيقية”، معتبرًا أنها قد تساهم في تسريع التوصل إلى اتفاق.

 

على النقيض تمامًا، قلّل المحلل السياسي الإثيوبي عبد الشكور عبدالصمد من أهمية تصريحات ترامب، مؤكدًا أنها “لا يترتب عليها أي موقف”. وأشار إلى أن “السد في التعبئة السادسة ولم يحدث أي ضرر على مصر”. ويرجح عبد الصمد أن ترامب يسعى للحصول على تنازلات من مصر في ملفات أخرى، وشدد على أن إثيوبيا “ليست معنية بهذا الخطاب وليس لديها ما تتنازل عنه”، وأن ملف السد “قد انتهى بامتلاكه والاستعداد لافتتاحه”.

 

ترامب والنهضة: قصة متجددة من التهديدات والنفي

 

تدخل ترامب في ملف سد النهضة ليس جديدًا. ففي عام 2020، وخلال ولايته الأولى، أطلق تصريحًا صادمًا بأن مصر قد تضطر إلى “نسف السد”، وهو ما قوبل برفض إثيوبي شديد آنذاك. كما شهدت إدارته قطع مساعدات عن إثيوبيا بسبب هذا الملف. وبعد عودته للبيت الأبيض هذا العام، كان السد محور أول اتصال هاتفي بين ترامب والسيسي.

بشكل حاسم، نفت إثيوبيا مزاعم ترامب حول تمويل أمريكي للسد. وقال أريغاوي برهي، رئيس مكتب التنسيق العام لسد النهضة، إن السد “تم بناؤه بجهود الشعب الإثيوبي وحده، وليس هناك أي تمويل أمريكي على الإطلاق”، واصفًا تصريحات ترامب بأنها “ذات أهداف سياسية”.

في المقابل، تؤكد مصر على موقفها الثابت برفضها “الإجراءات الأحادية” من جانب إثيوبيا، وتطالب بـ”وثيقة مكتوبة ملزمة” بشأن إدارة وتشغيل السد. رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، ووزير الري، هاني سويلم، جددا رفض القاهرة لأي “هيمنة مائية” أو “فرض أمر واقع”.

أخيراً، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في 3 يوليو/تموز أن بلاده تستعد لافتتاح سد النهضة رسميًا في سبتمبر/أيلول المقبل، داعيًا مصر والسودان للمشاركة في الاحتفال، مؤكدًا أن السد “ليس تهديدًا، بل فرصة مشتركة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى