اخبار

أوغندا تنشر الجيش في مخيم لاجئين سودانيين

متابعات- _ أوراد نيوز

متابعات- _ أوراد نيوز

أبدى لاجئون سودانيون في مخيم كرياندونغو بمدينة بيالي شمالي أوغندا مخاوف جدية من تكرار الهجمات التي استهدفت أماكن سكنهم مؤخرًا، وذلك على الرغم من الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات الأوغندية، مثل فرض حظر التجوال ونشر الجيش. الهجمات، التي وقعت يومي الخميس والسبت الماضيين، نفذها لاجئون من جنوب السودان، وأسفرت عن مقتل لاجئ سوداني وإصابة نحو 60 آخرين.

جاءت هذه الهجمات في ظل توترات متزايدة يشهدها المخيم خلال الأشهر الأخيرة، بسبب شح الموارد وغياب السياسات الأمنية الفعالة. اللاجئون السودانيون يخشون من أن الهجوم الأخير، الذي وصفوه بالمنظم، قد يكون مقدمة لهجمات جديدة، خصوصًا مع عدم وجود خطوات جادة من الحكومة الأوغندية لاحتواء الموقف.

 

إجراءات أمنية غير كافية ووعود مجتمعية

 

بعد الهجمات، عقد حاكم مقاطعة بيالي اجتماعًا موسعًا ضم قادة الجيش والشرطة والأمن، ومسؤول مكتب رئيس الوزراء المختص بشؤون اللاجئين، بالإضافة إلى المكتب القيادي للاجئين السودانيين ومجتمع النوير، بحضور مسؤولين من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وصرح المهندس حسن تيمان، رئيس مجتمع اللاجئين السودانيين في أوغندا، بأن الاجتماع قرر فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال داخل المخيم من الساعة السابعة مساءً وحتى السابعة صباحًا. وأشار إلى أن الجيش الأوغندي ينتشر حاليًا في مواقع استيطان اللاجئين لضمان حمايتهم، مطالبًا جميع اللاجئين السودانيين بالالتزام التام بمقررات الاجتماع.

من جانبهم، تعهد قادة مجتمع النوير بالتعاون في القبض على الجناة ومنع تكرار أي أعمال عدائية، وأقروا بأن الأزمة اندلعت بسبب خلافات على الأراضي الزراعية التي يقطنها اللاجئون السودانيون.

 

نزوح جديد ومخاوف من التقاعس

 

تسببت الهجمات في نزوح جديد للاجئين السودانيين داخل المخيم وخارجه. يروي علي إبراهيم، لاجئ سوداني يقيم في الكلستر L بمخيم كرياندونغو، أن الهجوم الأخير استمر نحو ثلاث ساعات، مستهدفًا كلسترات L وC وB، وأسفر عن مقتل الشاب كباشي وإصابة نحو 60 لاجئًا بإصابات متفاوتة. وقد اضطر اللاجئون في الكلستر L إلى إخلاء منازلهم، وتوجه بعضهم إلى مناطق استقبال أخرى، بينما فر آخرون إلى مدن مجاورة مثل قولو وكرياندونغو وماسيندي.

وأكد إبراهيم أن النازحين لا يستطيعون العودة إلى منازلهم بسبب تكرار الهجمات، مشيرًا إلى غياب أي خطوات جادة من الحكومة الأوغندية لاحتواء الموقف. وأضاف أن “جماعات مسلحة” من بعض أبناء النوير تهاجم اللاجئين منذ نحو عام بهدف النهب، ورغم إبلاغ مكتب رئيس الوزراء المسؤول عن شؤون اللاجئين، لم تتخذ السلطات أي إجراءات تُذكر. الأكثر إثارة للقلق هو أن هذه الجماعات باتت تتجول علنًا في الشوارع بين الكلسترات، أمام مرأى ومسمع السلطات الأوغندية، وهو ما يدفع اللاجئين للتساؤل عن مدى فعالية الحماية المقدمة لهم.

 

بيئة غير آمنة وتقاعس رسمي

 

تؤكد إشراقة عثمان، لاجئة سودانية وربة منزل، أن الهجوم الذي وقع يوم السبت الماضي بدأ في الكلستر C الذي تقيم فيه، وشارك فيه ما لا يقل عن 400 شخص، بينهم نساء وأطفال، هاجموا الكلستر بعنف شديد بينما كان اللاجئون داخل منازلهم. وانتقدت عثمان تقاعس الشرطة الأوغندية التي لم تتدخل بفاعلية لإنهاء الاشتباك، مشيرة إلى أن غالبية سكان المخيم هم من النساء والأطفال القادمين من مناطق الحرب الأكثر تضررًا في السودان.

من جانبه، وصف أحمد خالد، لاجئ سوداني آخر، البيئة داخل المخيم بأنها “غير آمنة على الإطلاق”.

مخيم لاجئين سودانيين فى اوغندا
مخيم لاجئين سودانيين فى اوغندا

 

في هذا السياق، أعربت منظمات مجتمع مدني سودانية وجنوب سودانية، في بيان مشترك، عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف بين الشباب داخل المخيم، داعية الجميع إلى ضبط النفس، ومؤكدة أن العنف لا يمكن ولا يجب أن يكون وسيلة لحل النزاعات. كما ناشدت المنظمات قادة المجتمع، والزعماء الدينيين، وكبار السن، والشباب، والعائلات، الامتناع عن الردود الانتقامية والعمل على نشر الهدوء. وطالب البيان مكتب رئيس الوزراء الأوغندي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بضمان سلامة وكرامة جميع اللاجئين، خصوصًا فئة الشباب.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى