
متابعات _ اوراد نيوز
شرعت السلطات المحلية في ولاية الخرطوم، في تنفيذ حملة نظافة واسعة بمنطقة السوق العربي، أكبر مركز تجاري في قلب العاصمة، وذلك عقب مناشدة المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم ، الأستاذ عبد المنعم البشير للتجار بالعودة إلى ممارسة نشاطهم التجاري وتفقد محالهم المتضررة، في ظل تحسن نسبي في الأوضاع الأمنية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود إعادة الحياة إلى وسط الخرطوم، بعد أشهر من التوقف شبه الكامل للأنشطة التجارية نتيجة تداعيات الحرب التي اندلعت في أبريل 2023. وكان المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم قد دعا نهاية الأسبوع الماضي التجار إلى استئناف أعمالهم، مؤكدًا أن الوضع الأمني شهد استقرارًا ملحوظًا يسمح بعودة النشاط التجاري تدريجيًا.
وفي سياق متصل، دفعت حكومة ولاية الخرطوم بمقترح لإنارة شوارع السوق العربي باستخدام الطاقة الشمسية، كحل مؤقت إلى حين الانتهاء من إصلاح محولات الكهرباء والكوابل التي تعرضت للنهب والتخريب خلال فترة النزاع، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن معظم المرافق الحيوية في المنطقة
وبدأت الجرافات في فتح الطرق الرئيسية، وعلى رأسها شارع الحرية الذي يضم أكبر تجمع لمتاجر بيع الأدوات والأجهزة الكهربائية في العاصمة، حيث أكد عدد من التجار أن جميع المحال التجارية في المنطقة تعرضت لعمليات نهب ممنهجة، شملت الأصول والبضائع والأموال النقدية.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن حجم الخسائر التي تكبدتها الشركات المستوردة ومتاجر الأجهزة الكهربائية في شارع الحرية وحده تجاوز مئات الملايين من الدولارات، ما يعكس حجم الضرر الذي لحق بالقطاع التجاري الخاص في الخرطوم.
ورغم عودة الفرق الحكومية لترميم وصيانة المكاتب التابعة للوزارات والمؤسسات العامة، لا يزال القطاع الخاص يعاني من آثار الصدمة المالية، وسط غياب واضح لخطط التعويض أو الدعم المباشر من الجهات الرسمية. وشوهدت المحلات التجارية والشركات والبنوك والمقار الحكومية وسط الخرطوم منهوبة بالكامل، ما يطرح تحديات كبيرة أمام جهود إعادة الإعمار واستعادة الثقة في البيئة الاستثمارية بالعاصمة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تسعى فيه السلطات المحلية إلى إعادة تنشيط الحركة الاقتصادية في الخرطوم، عبر إجراءات تدريجية تشمل تأمين الأسواق، إصلاح البنية التحتية، وتوفير الخدمات الأساسية، وسط دعوات من التجار والمواطنين لتسريع وتيرة التعافي وتقديم دعم ملموس للمتضررين.