
متابعات _ اوراد نيوز
كشف الخبير الاقتصادي رضوان كندة عن حقائق مرعبة حول الأثر الاقتصادي للحرب المستمرة في السودان، مؤكدًا أن تكلفتها السنوية تبلغ 2.4 مليار دولار أمريكي، مقسمة بالتساوي بين طرفي الحرب بواقع 1.2 مليار دولار لكل منهما. جاءت هذه التصريحات خلال مشاركته في جلسة حوارية نظمتها حملة “أصوات السلام” التابعة للمركز الأفريقي للعدالة والسلام، والتي أقيمت في العاصمة الأوغندية كمبالا في الأول من يوليو 2025.
الذهب: وقود خفي لاقتصاد الحرب
أشار كندة إلى أن إيرادات الذهب السنوية في السودان تقدر بـ 4 مليارات دولار، إلا أن هذه الثروة لا تصل إلى خزينة الدولة. وبدلاً من ذلك، تستولي عليها “جيوب اقتصادية خفية” خلقتها الحرب، مما يزيد من صعوبة تحقيق السلام ووقف إطلاق النار، حيث تستفيد فئات معينة من استمرار الحرب الدامية.
انهيار سوق العمل والنظام الضريبي
تسببت الحرب في فقدان نحو 15 مليون سوداني لوظائفهم خلال العامين الماضيين، حسبما أوضح كندة. كما تعاني البلاد من انهيار شبه كامل في النظام الضريبي، حيث فقدت الحكومة 90% من إيراداتها العامة. وفي ظل غياب موازنة عامة، يعتمد الإنفاق الحكومي بشكل شبه كلي على متطلبات الحرب الملحة.
مخاطر الاقتصاد الموازي والأطماع الدولية
حذر كندة من استمرار هيمنة اقتصاد الظل والسوق الموازي في السودان، بدلًا من التوجه نحو اقتصاد تنموي يحقق العدالة الاجتماعية ويضمن توزيعًا عادلًا للثروة والسلطة. ونبه إلى أن الموارد الهائلة للسودان، خاصة الأراضي الزراعية والمياه، تجذب أطماعًا دولية في وقت يسعى فيه العالم لتأمين الأمن الغذائي لشعوبه.
الحرب: محرك لسوق السلاح ومصنع لأمراء الحرب
وأوضح كندة أن الحرب السودانية قد أسهمت في انتعاش سوق السلاح العالمي، وخلقت ما أسماه “أمراء الحرب” الذين يجنون أرباحًا طائلة من استمرار الحرب . وطالب المجتمع الدولي بتكثيف جهوده لوقف القتال وإعادة الحياة الطبيعية للمواطنين السودانيين.
قوانين الطوارئ: تداعيات اقتصادية وخيمة
من جانبها، أكدت هنادي المك، الخبيرة في التنمية ودراسات السلام، أن قوانين الطوارئ المفروضة بسبب الحرب أثرت سلبًا على الاقتصاد، خاصة في الولايات الحدودية مثل النيل الأزرق. وأشارت إلى أن سلطات الإقليم تفرض ضرائب على السلع رغم سماح إثيوبيا بدخولها بدون جمارك، مما يزيد من معاناة المواطنين.
تآكل الإنتاج التقليدي وعزلة اقتصادية متزايدة
حذرت المك من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى انهيار الإنتاج التقليدي الذي يوفر سبل العيش لملايين السودانيين. وأكدت أن أطرافًا تسعى لتعطيل الاقتصاد العام وخلق اقتصاد موازٍ لجني ثروات شخصية ضخمة، مما عمق عزلة ملايين السودانيين وحرمهم من حقوقهم الأساسية.
دعوات لحلول مبتكرة وسلام دائم
دعت ناهد بسطاوي، الباحثة في مجال السلام وحقوق الإنسان، إلى ضرورة إيجاد حلول اقتصادية وتنموية غير تقليدية تستفيد من الموارد الهائلة التي يمتلكها السودان. وشددت على أن أي حل للأزمة السودانية يجب أن يبدأ بتحقيق سلام مستدام، وإنهاء عسكرة الحياة العامة، وتوحيد الجيش تحت قيادة مهنية واحدة.
أزمة نزوح غير مسبوقة
وفي سياق متصل، تشير تقارير من منظمة الهجرة الدولية ومفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أن الحرب في السودان تسببت في نزوح أكثر من 13 مليون شخص داخليًا وخارجيًا، فيما لا تزال جهود المجتمع الدولي متعثرة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع.