
متابعات _ اوراد نيوز
في ظل تأخر جهود إعادة الإعمار الحكومية وغيابها عن المشهد، قدّم تحالف لجان شمبات بمدينة الخرطوم بحري خطة مجتمعية طموحة لإنقاذ قطاع الكهرباء بالمنطقة. تعتمد المبادرة على تضافر الجهود الشعبية، في محاولة للتصدي للأزمة التي تعصف بالخدمة الحيوية.
تكلفة تقديرية وحلول مبتكرة
أعلن التحالف في بيان صدر الثلاثاء 1 يوليو 2025، أن التكلفة الإجمالية لإعادة تشغيل التيار الكهربائي تُقدّر بـ1.2 مليون جنيه سوداني. يشمل هذا المبلغ شراء وتركيب محولات جديدة، إضافة إلى صيانة الشبكات المتضررة جراء الحرب. تضمنت الخطة المقترحة تشغيل الإنارة على مراحل، مع الاستفادة من المحولات المستعملة بعد صيانتها. وتهدف المبادرة إلى تقسيم المنطقة إلى ثلاثة قطاعات، مع إعطاء الأولوية للمناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
كما ارتأت المبادرة استخدام الطاقة الشمسية لإنارة المساجد والمراكز الصحية، مما سيساهم في تخفيف الضغط على الشبكة الرئيسية. ودعا التحالف السكان إلى ترشيد استهلاك الكهرباء لضمان استفادة أكبر عدد ممكن من المنازل.
دعوة للشراكة ودعم خارجي
لضمان نجاح المبادرة، طالب التحالف بإنشاء صندوق دعم خاص بقطاع الكهرباء، يتيح مشاركة أبناء شمبات المقيمين خارج البلاد. كما أكد على أهمية التواصل مع المنظمات الدولية للحصول على الدعم الفني واللوجستي اللازم، مشددًا على ضرورة إعداد ملف فني متكامل يوضح التكاليف والحلول المقترحة.
واقع مؤلم وغياب حكومي عن المشهد
تأتي هذه الجهود في وقت لا تزال فيه العاصمة السودانية ترزح تحت وطأة تعطل شبكة الكهرباء، بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت بها جراء الحرب، لا سيما في مدينتي الخرطوم وبحري. وقد تعرضت المحولات والكابلات للنهب من قبل مجموعات إرهابية خلال سيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من العاصمة.
على الرغم من استعادة القوات المسلحة السيطرة على الخرطوم منذ مايو الماضي، إلا أن الخدمات الحيوية، كالكهرباء والمياه، لم تشهد استئنافًا فعّالًا. فالحكومة السودانية، المتخذة من بورتسودان مقرًا مؤقتًا لها، لم تطلق أي مشاريع واسعة النطاق لإعادة إعمار الكهرباء في الخرطوم. واقتصرت جهودها على مباحثات أولية مع شركات صينية لتوريد المحولات، دون أي خطوات تنفيذية ملموسة حتى الآن.
تحديات هائلة وتكاليف باهظة
تشير التقديرات الأولية إلى أن تكلفة إعادة إعمار قطاع الكهرباء في الخرطوم قد تبلغ ملياري دولار، وذلك للوصول إلى استقرار تام في الخدمة وإنهاء انقطاعات التيار بشكل كامل. فهل ستنجح مبادرة شمبات المجتمعية في إضاءة ما أظلمته الحرب وغياب الدعم الحكومي؟