اخبار

هل كان ظهور حميدتي مجرد تغطية ؟ كشف خطير بالتزامن مع ظهوره في دارفور

متابعات _ اوراد نيوز 

متابعات _ اوراد نيوز

كشفت مصادر عسكرية، أمس الأربعاء، عن وصول شحنة أسلحة جديدة إلى قوات الدعم السريع في السودان عبر المثلث الحدودي المشترك بين السودان وليبيا ومصر، وفقًا لما أوردته “سودان تربيون”. يأتي هذا التطور في الوقت الذي يؤكد فيه محققو حقوق الإنسان أن الحرب المحتدم في السودان يتفاقم نتيجة مباشرة لتدفق الأسلحة المستمر إلى البلاد، مما يشير إلى أن نهاية الحرب لا تزال بعيدة.

مصادر الأسلحة وتوقيت وصولها

أوضحت المصادر أن جماعات ليبية، لم يتم الكشف عن هويتها، قامت بنقل هذه الأسلحة إلى قوات الدعم السريع في المنطقة الحدودية المذكورة، والتي قامت بدورها بنقلها إلى دارفور. تزامن وصول هذه الشحنة مع ظهور قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قبل يومين في إحدى مناطق دارفور. يُرجح أن هذه الأسلحة تتضمن مضادات للطيران، أجهزة تشويش، وصواريخ لاعتراض الطائرات المسيرة.

تحولات في مصادر تسليح الجيش السوداني والدعم السريع

في سياق متصل، توقع الخبير العسكري العميد وليد عز الدين، في تصريحات لـ”سودان تربيون”، أن يبحث السودان عن بدائل جديدة لتسليحه في ظل الحرب الإيرانية الإسرائيلية المستعرة، خاصةً وأن الجيش السوداني كان يتلقى دعمًا عسكريًا من طهران.

شرح عز الدين أن العلاقات التسليحية بين السودان وإيران بدأت منذ فترة حكم الرئيس المعزول عمر البشير، حيث وجدت حكومة الإنقاذ في الجمهورية الإسلامية الإيرانية شريكًا مهمًا لتزويدها بالسلاح والتدريب، ما توج بإنشاء منظومة الصناعات العسكرية. إلا أن هذه العلاقات تدهورت بعد ثورة 19 ديسمبر 2018 والتقارب بين قادة الجيش، ممثلين في الرئيس عبد الفتاح البرهان، وإسرائيل. أصبحت الحكومة السودانية تعتمد حينها على دول أوروبا الشرقية، الصين، وتركيا.

مع اندلاع حرب 15 أبريل، استؤنفت العلاقات مع إيران، ودعمت طهران القوات المسلحة السودانية بطائرات مسيرة من طراز مهاجر وشاهد، بالإضافة إلى المدفعية الثقيلة والمتوسطة. أكد عز الدين أن الحرب الإسرائيلية الإيرانية قلبت جميع الخطط رأسًا على عقب، مما أثر بشكل كبير على القدرات الهجومية والدفاعية للسودان في المجهود الحربي، خاصةً مع الاعتماد الكبير على الطائرات المسيرة. هذا الوضع يدفع القوات المسلحة للبحث عن مصادر تسليح أخرى لتلبية احتياجاتها من الاستطلاع والتصوير والعمليات الهجومية. أشار إلى أن السودان يتعامل أيضًا مع الصين وتركيا وبيلاروسيا، ولجأ مؤخرًا إلى كوريا الشمالية.

في المقابل، أوضح عز الدين أن قوات الدعم السريع تعتمد في تسليحها على روسيا. كما سهلت حرب اليمن بشكل كبير حصولها على أسلحة وطائرات مسيرة غربية متطورة من الإمارات والسعودية، اللتين تشاركان في القتال ضد الحوثيين. وأشار أيضًا إلى أن الدعم السريع تمكن من الحصول على طائرات مسيرة من خلال اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر والاتجار بهم على الحدود الغربية للسودان.

تداعيات التطورات على سير المعارك

اعتبر العميد عز الدين أن هذه التطورات، خاصة بعد تغير ميزان القوى في السيطرة الجوية بين الطرفين، قد حرمت القوات المسلحة السودانية من ميزة كانت تتمتع بها، مما قد يؤثر على سير العمليات الجارية. توقع أن تلجأ القوات المسلحة إلى العمليات الخاصة والضربات الاستباقية ضد مراكز القيادة والسيطرة وتجمعات الدعم السريع. ولم يستبعد أن تشهد الأيام القادمة تحولات في مسار المعارك، بما في ذلك هجمات على المدن الآمنة ومحاولات لاستعادة المواقع التي يسيطر عليها الدعم السريع.

رؤية حول حل الحرب وتأثيره الإقليمي

من جانبه، أكد الباحث في العلاقات الدولية والإقليمية فؤاد عثمان لـ”سودان تربيون” أنه في ظل استمرار الحرب والمواجهات في السودان، وإصرار الأطراف المتحاربة وداعميها الإقليميين والدوليين على “وهم الحسم العسكري”، فإن تاريخ السودان وحاضره يثبتان أن الحروب لا تُحسم بالقوة وحدها. بل على العكس، فقد أدى تعقيد النزاع وطول أمده إلى تحوله من الحرب ثنائي بين الجيش والدعم السريع إلى حرب متعددة الأبعاد ذات امتدادات إقليمية ودولية.

يتجلى ذلك في التدفقات المستمرة للسلاح والدعم اللوجستي والعسكري والسياسي من أطراف خارجية، مما يبقي “شهية الحرب مفتوحة” ويغذي أوهام الانتصار. شدد فؤاد على أن استمرار هذه التدفقات يفتح الباب واسعًا أمام ازدهار تجارة السلاح غير المشروع والجريمة المنظمة العابرة للحدود، بالإضافة إلى خلق بيئة حاضنة للعناصر الإرهابية، وهو ما يهدد الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء.

جهود الجيش لمنع الإمدادات

في سياق متصل، يوجه الطيران الحربي التابع للجيش ضربات جوية مستمرة لمطار نيالا في محاولة لمنع وصول الإمدادات إلى الدعم السريع، الذي يُعتقد على نطاق واسع أنه يتلقى الدعم من جهات مختلفة عبر الحدود الشمالية الغربية للسودان. يذكر أن الحرب الحالية اندلعت بعد انهيار عملية الانتقال المدني، إثر انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في عام 2021 وسيطرته على السلطة، مما حول أهم حلفائه، محمد حمدان دقلو، قائد الدعم السريع، إلى عدو، ليتقاتلا منذ منتصف أبريل 2023.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى