
متابعات _ اوراد نيوز
معاناة آلاف جرحى الدعم السريع: أمل ضئيل في العلاج وسط اتهامات بالمحسوبية والإهمال
يكابد أكثر من 10 آلاف مصاب من قوات الدعم السريع في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، ومدن أخرى بإقليمي دارفور وكردفان، آلامهم بانتظار تلقي العلاج. تتضاءل آمال هؤلاء الجنود في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، في ظل تفاقم الشكاوى المتعلقة بإهمالهم.
“المحسوبية تتحكم في الرعاية الصحية”
وفقًا لشهادة جندي من الدعم السريع لموقع “دارفور24″، تحول ملف علاج الجرحى إلى “قضية بالغة التعقيد”، حيث أصبحت “المحسوبية والواسطة” هي المحدد الأساسي للحصول على الرعاية الصحية، لا سيما بالنسبة لمن يحتاجون للسفر لتلقي العلاج خارج السودان. وقد أوكلت قيادة الدعم السريع مسؤولية هذا الملف لرئيس المجلس الاستشاري، حذيفة أبو نوبة، المتواجد في نيالا، التي أصبحت مركزًا حيويًا للقوات.
رحلة علاج شاقة وآمال معلقة بالواسطة
أحد المصابين، الذي أصيب في قصف أودى بحياة قائد الدعم السريع بولاية سنار، عبد الرحمن البيشي، في 20 يوليو 2024، يروي معاناته. متكئًا على آلة حديدية، يكشف عن سعيه المستمر للسفر لتلقي العلاج في الخارج بعد عجز الأطباء المحليين عن تقديم المساعدة. يؤكد أن جميع محاولاته باءت بالفشل لأنه “لا يملك واسطة”، مضيفًا: “تأتي الطائرة وتجلي المصابين ونسمع عنها فقط”.

تسهيلات إدارية لا تضمن العلاج المجاني
في المقابل، روى مرافق لأحد المصابين تجربته في الحصول على موافقة خطية من الوحدة الطبية لقوات الدعم السريع لإتمام إجراءات علاج شقيقه مجانًا في المستشفى التخصصي. أكد أن الإجراءات الإدارية لاستخراج الموافقة كانت “سهلة جدًا”، حيث سُئل فقط عما إذا كان شقيقه جنديًا أو مستنفرًا ومكان إصابته. وقد تسلم مذكرة مختومة تتضمن معلومات تعريفية وتوقيعًا. وأشار إلى أن جميع الإجراءات الطبية كانت مجانية، بما في ذلك رسوم المستشفى، والعملية، والأدوية، والمسامير الداخلية.
مجمع تاج الدين الطبي: بارقة أمل في الجنينة
تشرف لجنة تضم عناصر من استخبارات الدعم السريع وممثلين عن الإدارة الأهلية على مجمع تاج الدين الطبي في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، المخصص لعلاج جرحى القوات من جميع المحاور. أفادت مصادر طبية أن بعض الجرحى الذين وصلوا إلى المجمع تلقوا العلاج، بينما تم ترحيل آخرين عبر تشاد إلى دول أخرى لاستكمال رعايتهم الصحية. تجدر الإشارة إلى أن جميع العمليات الجراحية في المجمع تتم مجانًا، حيث تتولى اللجنة المشرفة رفع التكاليف الإجمالية لقائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، الذي يقوم بتحويلها شهريًا. إلا أن إشراف لجنة أهلية على علاج الجرحى أثار جدلاً واسعًا، حيث وُجهت اتهامات لبعض أعضائها بالعمل بمعزل عن الإدارة التنفيذية للمجتمع بهدف تضخيم المبالغ المالية المطلوبة.

تكاليف باهظة وإجلاء صعب إلى “الدول الصديقة”
صرح أحد قيادات الدعم السريع المشرفين على علاج الجرحى في الخارج لـ”دارفور24″ بأن قيادة القوات أنفقت “ملايين الدولارات” لعلاج المصابين في “بعض الدول الصديقة”، رافضًا الكشف عن أسمائها. وأوضح أن استمرار العمليات الحربية لأكثر من عامين أدى إلى ارتفاع كبير في أعداد الجرحى، خاصة الإصابات الخطيرة التي تتطلب تدخلاً عاجلاً، مؤكدًا أن “الأولوية دائمًا للإصابات الخطيرة”. وأشار إلى أن الحالات الحرجة تُجلى برًا وجوًا إلى دولة مجاورة، تمهيدًا لنقلها إلى دول تتمتع بإمكانيات متطورة لعلاج إصابات الحروب.
تحديات الوحدة الطبية وسبل الإجلاء المتغيرة
تفاقمت صعوبة ملف علاج الجرحى بعد تعرض الوحدة الطبية لقوات الدعم السريع في منطقة شمبات بالخرطوم بحري لقصف في الأيام الأولى للنزاع، مما دفع أغلب العاملين فيها للمغادرة إلى دول الجوار. وقد أكد جرحى من الدعم السريع تلقوا العلاج في الخارج لـ”دارفور24″ أن بعضهم أُجلي برًا إلى مطار أم جرس في تشاد، بينما ذكر آخرون أن عمليات ترحيل بعض الجرحى، خاصة في الأشهر الأخيرة، تمت من مطار نيالا. وفي بداية الحرب، كانت قوات الدعم السريع تجلي الجرحى من ولاية الخرطوم عبر طائرة صغيرة تهبط في مدرج ترابي بالمناطق الحدودية لكردفان ودارفور قبالة الشريط الحدودي.
المصدر : دارفور