
متابعات _ اوراد نيوز
في حدثٍ غير مسبوق من شأنه أن يعيد تشكيل المشهد العالمي لسوق الذهب، توصل الجيولوجيون إلى كشفٍ هو الأضخم من نوعه في تاريخ الكنوز الجوفية: رواسب ذهبٍ هائلة في منطقة بينجيانغ بمقاطعة هونان الصينية.
يُقدّر حجم هذا الاحتياطي بأكثر من 1000 طن متري من الذهب، بقيمة تناهز 78 مليار يورو. هذا الاكتشاف يضع بينجيانغ في صدارة مواقع التعدين العالمية، متجاوزًا بذلك مواقع معروفة مثل منجم ساوث ديب في جنوب إفريقيا الذي يحتوي على حوالي 900 طن متري من الذهب.
في البداية، حدد الجيولوجيون أكثر من 40 عرقًا ذهبيًا مميزًا على عمق حوالي 2000 متر تحت سطح الأرض. أشارت التقديرات الأولية آنذاك إلى احتياطي يقارب 300 طن متري. إلا أن عمليات الاستكشاف الإضافية، التي امتدت إلى عمق 3000 متر، كشفت عن ثروة أكبر بكثير، ليتجاوز إجمالي الاحتياطيات عتبة الألف طن، وفقًا لما نقله موقع “Resident” واطلعت عليه “العربية Business”.
جودة استثنائية وتقنيات متطورة: الذكاء الاصطناعي في خدمة التنقيب
لا يقتصر تميز رواسب وانغو على الكميات الهائلة المكتشفة فحسب، بل يمتد إلى الجودة الاستثنائية لخام الذهب. أظهرت العينات الجيولوجية وجود ذهب مرئي مدفون في أنوية الصخور، وهي إشارة نادرة ومثيرة للاهتمام على نقاء عالٍ. كشفت بعض العينات الأساسية عن ما يصل إلى 138 جرامًا من الذهب لكل طن متري، مما يعزز بشكل كبير الجدوى الاقتصادية للموقع ويجعله جذابًا لأسواق السلع الفاخرة.
يعكس نجاح جهود استكشاف وانغو فصلاً جديدًا في مجال التنقيب عن المعادن، مدفوعًا بالابتكار التكنولوجي المتقدم. من أبرز الأدوات التي مكّنت هذا الاكتشاف هي النمذجة الجيولوجية ثلاثية الأبعاد، والتي أتاحت للعلماء رسم خرائط للهياكل الجوفية بدقة فائقة.
وفقًا لنائب مدير مكتب هونان الجيولوجي، ليو يونغجون، كانت هذه التقنيات الجغرافية المكانية عالية الدقة حاسمة في تحديد المناطق العميقة الغنية بالذهب التي لم يكن من الممكن الكشف عنها بالطرق التقليدية سابقًا.
وبعيدًا عن الاستكشاف التقليدي، تشهد صناعة التعدين تحولًا رقميًا واسع النطاق. تساهم نمذجة البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتطورات في حفر الآبار العميقة، والجيوفيزياء المعتمدة على الأقمار الصناعية، في استخراج الثروات المعدنية بسرعة من أعماق لم يكن من الممكن الوصول إليها في السابق.