
متابعات _ اوراد نيوز
نزوح مأساوي: نقل معتقلي مخيم زمزم وسط تفشي الكوليرا ووفيات
كشف متحدث باسم النازحين في مخيم زمزم بولاية شمال دارفور، الثلاثاء، عن وضع مأساوي: قامت قوات الدعم السريع بنقل حوالي 23 معتقلاً من المخيم إلى ولاية جنوب دارفور. يأتي هذا التحرك في ظل انتشار واسع لـوباء الكوليرا في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع شرقي الفاشر.
فاقم الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر منذ أبريل 2024 من معاناة سكان المدينة، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء. وقد أثار هذا الوضع المخاوف الجدية من انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة، بما في ذلك الكوليرا.
أفاد محمد خميس دودة، المتحدث باسم مخيم زمزم، لـ”سودان تربيون” بأنهم “تلقوا معلومات مؤكدة تفيد بقيام قوات الدعم السريع بنقل نحو 23 من النازحات اللاتي تم اختطافهن من مخيمي زمزم وأبوشوك إلى مدينة نيالا، بعد تفشٍّ واسع لوباء الكوليرا بمناطق شرق الفاشر”.
كما كشف دودة عن وفاة خمس من المحتجزات أثناء نقلهن إلى سجن “دقريس” بمدينة نيالا نتيجة للتعذيب القاسي وانعدام الرعاية الصحية أثناء وجودهن في سجون القوات بالقرب من الفاشر. ويعاني معتقلو زمزم في سجن “دقريس” من ظروف إنسانية بالغة التعقيد، مما يستدعي التدخل العاجل من المنظمات الدولية للمطالبة بإطلاق سراحهم فورًا.
قبضة الكوليرا المميتة ورد فعل قوات الدعم السريع
إلى ذلك، صرحت مصادر عسكرية وطبية لـ”سودان تربيون” أن وباء الكوليرا قد تفشى بشكل كبير منذ أكثر من أسبوع في أحياء شرقي الفاشر، بما في ذلك أحياء المصانع، القاضي، المعهد، ومنطقة البورصة. وقد سجلت حالات وفاة وسط جنود قوات الدعم السريع وآخرين من الأسرى.
منذ الأشهر الأولى لبدء النزاع العسكري، سيطرت قوات الدعم السريع على الجزء الشرقي من عاصمة شمال دارفور، وأجبرت معظم السكان على الفرار بعد أن ارتكبت انتهاكات واسعة طالت آلاف المدنيين، وشملت القتل والنهب والإخفاء.
وأفادت المصادر أن التفشي السريع للوباء وانتشاره وسط المقاتلين وفي مراكز الاحتجاز، دفع قوات الدعم السريع إلى نقل عشرات المحتجزين في السجون إلى ولايتي شرق وجنوب دارفور. كما أدت ندرة الأدوية إلى انسحاب بعض الجنود من نقاط الارتكاز المنصوبة بالقرب من سوق الفاشر الكبير، ومدرسة دارفور الثانوية، ومستشفى الفاشر للأطفال، ونقاط ارتكاز في منطقة “جقوجقو” أقصى شرق المدينة.
خلال الأسابيع الماضية، استقبلت مناطق واسعة من إقليم دارفور، بما في ذلك مدينة الفاشر، آلاف المقاتلين من عناصر قوات الدعم السريع، الفارين من جبهات القتال بعد أن تمكن الجيش من السيطرة على آخر معاقل قوات الدعم السريع بولاية الخرطوم، وهي مناطق الصالحة والريف الجنوبي لمدينة أم درمان.