اخبار

ما هي قاعدة فلامنغو البحرية في مدينة بورتسودان ..؟؟

متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز

في خضم الصراعات الإقليمية المتصاعدة والتحركات الدولية الحثيثة في منطقة البحر الأحمر الحيوية، تبرز قاعدة فلامنغو البحرية في بورتسودان كأحد أهم المواقع الاستراتيجية في السودان. يمنحها موقعها الجغرافي المميز دورًا محوريًا في تحديد موازين الأمن والملاحة على الصعيد الدولي، خاصة مع التنافس المتزايد على النفوذ العسكري في هذه البقعة الهامة من العالم.

 

تتربع القاعدة على الساحل الشرقي للسودان، وتحديدًا في مدينة بورتسودان التي تُعد الميناء البحري الرئيسي للبلاد. تمتد السواحل السودانية لأكثر من سبعمائة كيلومتر، وتعمل فلامنغو كعين ساهرة وموقع مراقبة متقدم لحركة السفن في البحر الأحمر، وذلك لقربها الاستراتيجي من مضيق باب المندب، الذي يُعتبر شريانًا حيويًا للتجارة العالمية. هذه الميزة الاستثنائية جعلت من القاعدة عنصرًا أساسيًا في حسابات الأمن البحري الإقليمي والدولي.

 

شُيّدت القاعدة في مطلع الستينيات الميلادية خلال فترة حكم الرئيس الأسبق إبراهيم عبود، وشهدت تحديثات في السبعينيات بدعم من يوغوسلافيا. تُعد فلامنغو أكبر منشأة بحرية تابعة للجيش السوداني، وقد استوحت اسمها من طائر الفلامنغو الذي يكثر تواجده في محيطها الطبيعي، مما يعكس ارتباطها الوثيق بالبيئة المحلية.
في تطور لافت للأحداث، شهد شهر مايو من العام الجاري 2025 تعرض القاعدة لهجمات نفذتها طائرات مسيّرة، وقد أشارت أصابع الاتهام إلى الإمارات العربية المتحدة وقوات الدعم السريع (الجنجويد) بالمسؤولية عن هذه الهجمات التي خلفت أصداء انفجارات وأعمدة دخان تصاعدت في سماء المنطقة.

 

وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة السودانية في شهر فبراير من العام نفسه عن إبرام اتفاقية مع روسيا الاتحادية تقضي بإنشاء قاعدة بحرية روسية في بورتسودان. يمثل هذا الاتفاق خطوة استراتيجية تمنح موسكو موطئ قدم جديد في منطقة البحر الأحمر، وذلك في إطار جهودها لتوسيع نفوذها بعد تقلص حضورها في مناطق أخرى مثل سوريا. يُنظر إلى هذا التطور على أنه تحرك استراتيجي يهدف إلى إعادة تشكيل التوازنات الجيوسياسية في المنطقة.

 

تجسد قاعدة فلامنغو البحرية في بورتسودان نقطة التقاء حقيقية للمصالح الإقليمية والدولية المتضاربة، وذلك في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المعقدة التي يشهدها السودان. ومع استمرار تطور الأحداث، تبقى هذه القاعدة في صلب النقاشات والجدل الدائر حول النفوذ والسيادة في هذه المنطقة الحيوية من العالم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى