
متابعات _ اوراد نيوز
في قمة بغداد، طرح السودان رؤيته للأمم المتحدة بشأن التطورات الأمنية والسياسية المتسارعة في البلاد. وخلال لقاء حاسم مع الأمين العام أنطونيو غوتيريش، أكد الفريق مهندس إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة الانتقالي ومساعد القائد العام، على أن الهجمات المتزايدة التي تستهدف المؤسسات المدنية بواسطة طائرات مُسيّرة لا يمكن أن تكون من فعل الم_ليشيات المحلية. ووجه الفريق جابر أصابع الاتهام مباشرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، معتبرًا إياها الطرف المسؤول عن هذه العمليات العدائية.
وقد جاء هذا التصريح القوي على هامش مشاركة الفريق جابر في أعمال القمة العربية المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد. وخلال الاجتماع، قدم المسؤول السوداني للأمين العام الأممي شرحًا مفصلًا لرؤية السودان الرسمية حول الأوضاع المتدهورة، مركزًا بشكل خاص على التصعيد الخطير الذي تشهده مدن سودانية عدة، بما فيها بورتسودان، جراء استهدافها المتكرر بالطائرات المسيّرة. وأشار إلى أن الحكومة السودانية تبذل جهودًا مضنية لإعادة الاستقرار وحماية المدنيين في ظل هذه الهجمات غير المسبوقة.
وشدد الفريق جابر على استبعاد امتلاك الجماعات الم_ليشيا قدرات تشغيل هذا النوع المتقدم من الطائرات المسيّرة، مؤكدًا أن ذلك يعزز بقوة فرضية وجود دعم تقني ولوجستي خارجي متطور يقف خلف هذه العمليات، مع الإشارة بوضوح إلى تورط دولة الإمارات.
من جانبه، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه العميق إزاء هذه الهجمات على المنشآت المدنية، ووصفها بأنها مؤشر “خطير جدًا”، خاصة في ظل المساعي الحثيثة التي تبذلها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لوقف الحرب المستمرة في السودان. وأكد غوتيريش أن الأمم المتحدة تراقب عن كثب تطورات الأوضاع، معربًا عن تفاؤله بإمكانية التعاون مع الحكومة السودانية والمنظمات الدولية لتنفيذ خارطة الطريق التي طرحتها، بهدف إنهاء الصراع وإعادة بناء الدولة السودانية على أسس عادلة وسليمة.
ويعكس هذا اللقاء في قمة بغداد التحركات الدبلوماسية المكثفة للسودان لإسماع صوته في المحافل الإقليمية والدولية، خاصة في ظل التعقيدات المتزايدة للحرب الدائرة منذ أكثر من عام، وما يصاحبها من اتهامات دولية بتورط قوى خارجية في دعم أطراف النزاع وتأجيج الفوضى. وتأتي مشاركة الفريق جابر في القمة كممثل رفيع للسودان في خضم جهود حثيثة تبذلها الحكومة الانتقالية لإقناع الدول العربية بضرورة اتخاذ موقف حازم تجاه الجهات التي تغذي الحرب وتُشعل فتيل النزاعات باستخدام أدوات متطورة كالطائرات المسيّرة والأسلحة الحديثة.