اخبار

قحت : الصمت عند القصف فضيلة…!!

متابعات _ اوراد نيوز 

متابعات _ اوراد نيوز

في خضم القصف المتواصل، يبرع ساسة “قحت” في صمتهم المطبق وتغريداتهم الضبابية، ليقدموا فصلًا جديدًا في مسرح اللامبالاة السوداني. فبين دوي الانفجارات وتصاعد الأدخنة في بورتسودان، اختار ثلاثي “قحت” البارز – خالد سلك، وجدي صالح، وعبد الله حمدوك – مسالك فريدة، وإن اتفقت في جوهرها على تجنب أي موقف واضح.

فبينما كانت مسيرات الموت تستهدف بورتسودان، العاصمة المؤقتة وملاذ النازحين، آثر خالد سلك “الصمت الاستراتيجي”، مفضلًا تأجيل إدانته – التي يُشاع أنها كانت قيد الصياغة حول “الوحدة الوطنية” – حتى “تهدأ الأوضاع”. وكأن لسان حاله يقول: “إذا عجزت عن الإدانة الصريحة، فلتتظاهر بأنك لم تشهد شيئًا!”.

أما وجدي صالح، فقد لجأ إلى التغريد المُحيّر، مطلقًا بعد يومين من القصف تغريدة مبهمة عن “ضرورة الحوار بين جميع الأطراف لإنقاذ السودان”، دون الإشارة للقصف أو الجهة المسؤولة، ليُدين الجميع واللا أحد في آن، وكأنه يدعو إلى جلسة شاي لمناقشة مستقبل غامض.

في المقابل، ارتقى عبد الله حمدوك إلى مستوى أعلى من التجريد الفلسفي، فوصف الوضع بـ “الخطير” واتجاه السودان نحو “المجهول”، مطالبًا بـ “وقف القتال” دون تحديد للطرف المعتدي أو الضحية، ليُقدم بيانًا يصلح لكل زمان ومكان، سواء كان قصفًا أو كارثة طبيعية.

هكذا، يرسم ثلاثي “قحت” لوحة عبثية قاتمة، فبينما تُقصف بورتسودان، يتفق قادتها ضمنيًا على عدم إغضاب أحد، وعدم إدانة أحد، وإن لزم الأمر، قول شيء فضفاض يحتمل ألف تفسير، ليُصبح صمتهم وتغريداتهم المُبهمة موضع تندر وسخرية، ويبقى السؤال معلقًا: هل هو عجز عن مواجهة الواقع أم استراتيجية سياسية “عبقرية”؟ والإجابة ربما تكمن في تغريدة أخرى لم تُكتب بعد، بينما ينتظر السودانيون من يجرؤ على قول الحقيقة، أو حتى أي شيء ذي معنى.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى