
متابعات _ اوراد نيوز
في مدينة أم درمان المنكوبة، وتحديدًا في منطقة الصالحة الجنوبية، فجعت أسرة بفقد سبعة من أفرادها، بينهم أطفال ونساء، إثر تناولهم مياه شرب ملوثة. هذه المأساة كشفت عن الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها سكان المنطقة المحاصرين منذ أسابيع طويلة من قبل م_ليشيا مسلحة تمنع عنهم الغذاء والدواء وحتى الماء النظيف.
اضطر الضحايا، في ظل الحصار الخانق وانعدام المياه الصالحة للشرب، إلى استخدام مصادر مياه غير آمنة، ما أدى إلى تسممهم الحاد ووفاتهم المأساوية خلال ساعات قليلة. وقد تفاقمت الفاجعة بسبب انهيار القطاع الصحي في الصالحة، حيث أغلقت المراكز الطبية ونفدت الأدوية، كما أن انقطاع الاتصالات والانفلات الأمني حالا دون تقديم الإسعافات العاجلة أو إجلاء المصابين.
أمام هذا الوضع المروع، أطلق أهالي الصالحة نداء استغاثة عاجل للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، مطالبين بتدخل فوري لرفع الحصار وإدخال المساعدات الضرورية، محذرين من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة الآلاف المحاصرين.
وتعاني مناطق محاصرة أخرى في أم درمان وبحري من أزمة مياه حادة، مع تعطل شبكات الإمداد وتجاهل الجهات المعنية، ما أدى إلى ارتفاع حالات التسمم والأمراض المعوية، خاصة بين الأطفال وكبار السن، وسط مخاوف من تفشي أوبئة مميتة إذا استمر الحال على ما هو عليه.
الغريب في الأمر هو الصمت المطبق من قبل السلطات الصحية، حيث لم يصدر أي بيان رسمي حول هذه المأساة أو الإجراءات المتخذة لتجنب تكرارها، الأمر الذي أثار غضب واستياء الأهالي الذين يرون أرواحهم تُزهق نتيجة للإهمال الرسمي.
في المقابل، تحركت منظمات حقوقية دولية مطالبة بفتح ممرات إنسانية عاجلة إلى المناطق المحاصرة، مؤكدة أن منع وصول الماء والدواء يعد جريمة ضد الإنسانية تستوجب المساءلة.
تبقى الصالحة شاهدًا حيًا على معاناة المدنيين الأبرياء في مناطق النزاع، حيث تحولت حياتهم اليومية إلى صراع مرير من أجل البقاء، في ظل حصار يشتد يومًا بعد يوم، وسط غياب أي تحرك جاد لإنقاذهم. فهل يستيقظ الضمير العالمي قبل فوات الأوان؟