اخبار

“فورميكي” الإيطالية: لماذا الإمارات تدعم الحرب في ليبيا والسودان …؟ “تفاصيل”

متابعات _ اوراد نيوز 

متابعات _ اوراد نيوز

يمثل التورط الإماراتي في الأزمة السودانية، إلى جانب استمرار دعمها لأطراف الحرب في ليبيا، عن أطماع واضحة للإمارات . لا سيما في سعيها لفرض نفسها كلاعب محوري في التوازنات الدولية، بين قوى كبرى مثل الولايات المتحدة والصين. وتُعد الموارد الطبيعية والموانئ الاستراتيجية في البلدين بوابة حاسمة لهذا الطموح.

بحسب تحليل نشرته مجلة ‘فورميكي’ الإيطالية للكاتب إيمانويلي روسي، فإن الإمارات لا تزال تمارس دوراً نشطاً في دعم الجنرال خليفة حفتر في ليبيا، في حين تسعى في السودان لبناء شبكة نفوذ عسكري واقتصادي، من خلال دعمها لميليش_يا الدعم السريع، مستفيدة من حالة التوتر والانقسام السياسي، وتراجع الدور الغربي في المنطقة.”

ويشير التقرير إلى أن الإمارات، رغم دعوات المجتمع الدولي لوقف التدخلات الخارجية في ليبيا والسودان، تواصل تقديم الدعم الفني والسياسي لحلفائها هناك. ففي السودان، دعمت أبو ظبي قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في المراحل الأولى من الصراع، حيث تشكل السيطرة على الموانئ، لاسيما ميناء بورتسودان، جزءاً من طموحها لتعزيز شبكة الموانئ التابعة لها على البحر الأحمر.

ويرى التقرير أن التدخل الإماراتي يهدف إلى تحقيق أكثر من هدف في آن واحد: على المدى القصير، تأمين منافذ بحرية بديلة عن مضيق هرمز، الذي يشكل نقطة ضعف استراتيجية بسبب التهديدات الإيرانية؛ وعلى المدى البعيد، فرض حضور دائم في قلب أفريقيا وشمالها، عبر السودان وليبيا، في سياق تنافس جيوسياسي يضم الصين وتركيا.

وتنقل المجلة عن الباحثة الإيطالية تشينزيا بيانكو، المتخصصة في شؤون أوروبا والشرق الأوسط، أن “أبو ظبي تنخرط في المشهد الدبلوماسي، لكنها تراهن بوضوح على الحسم بالقوة، خاصة حين يكون ذلك ضرورياً لحماية مصالحها الجيوسياسية”، مشيرة إلى أن الإمارات تعتبر نفسها طرفاً لا غنى عنه في معادلة النفوذ الجديدة، التي باتت تتجاوز الدور الأميركي التقليدي في المنطقة.

يضيف الكاتب أن الإمارات، من خلال ميناء برقة الليبي وميناء بورتسودان السوداني، تسعى إلى ترسيخ وجودها على امتداد ممرات الشحن العالمية. وهذا التحرك يتقاطع مع مشروع “الحزام والطريق” الصيني، الذي ترغب أبو ظبي في أن تكون جزءاً أساسياً منه، بما يجعلها مركزاً لوجيستياً وجيوسياسياً بين آسيا وأفريقيا وأوروبا.

تكمن أهمية السودان، وفق التقرير، في أنه يشكل معبراً طبيعياً بين القرن الأفريقي وشمال القارة، ويتيح للإمارات الوصول إلى العمق الأفريقي حيث تزداد المنافسة مع تركيا وقطر على النفوذ. أما ليبيا، فتمثل بوابة إلى البحر المتوسط، وتمنح أبو ظبي موطئ قدم استراتيجي في شمال أفريقيا، حيث تجد صعوبة في التمدد إلى دول مثل المغرب وتونس وموريتانيا.

كما يشير الكاتب إلى أن محاربة النفوذ التركي تشكل أحد أوجه التدخل الإماراتي، إذ تنظر أبو ظبي بعين القلق إلى تمدد أنقرة في ليبيا والسودان، لا سيما من خلال دعمها لحكومات مدنية أو فصائل المعارضة للتحالفات العسكرية المدعومة من الإمارات.

وفي ختام التحليل، يُقارن التقرير بين استراتيجيات الإمارات والسعودية، مشيراً إلى وجود تباينات تكتيكية بين البلدين، خصوصاً في الملف السوداني، حيث تميل الإمارات إلى دعم قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بينما تُظهر السعودية ميلاً أكبر نحو دعم الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان. ورغم هذه التباينات، فإن الرؤية الكبرى لدى البلدين ما تزال متقاربة: السيطرة على الموانئ، تعزيز النفوذ الإقليمي، والتموضع في صلب تحالفات جديدة، مع الانفتاح المتزايد على الشراكة الصينية، في ظل تراجع الالتزام الأميركي المباشر في المنطقة.”

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى