
متابعات _ اوراد نيوز
في تحول لافت في لهجة القيادة العسكرية السودانية، أعلن الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، الرجل الثاني في الجيش وعضو مجلس السيادة، عن قرب انتهاء المعارك الدائرة في البلاد. لكن تصريحاته الأخيرة لم تقتصر على التبشير بقرب النصر، بل كشفت النقاب عن تحديات جسيمة تنتظر السودان ما بعد الحرب، وعلى رأسها معضلة الأمن المجتمعي وتأثيرات الصراع على النسيج الاجتماعي.
وخلال لقاء جمعه بولاة الأقاليم، أوضح كباشي أن الجيش السوداني بلغ نقطة مفصلية في مسار الحرب، مؤكدًا بوضوح أن الأولوية القصوى الآن هي لتجنيد المقاتلين القادرين على حسم المعركة، وليس لتمركز القوات في المدن المستعادة. وشدد على أن مسؤولية حفظ الأمن في تلك المناطق تقع على عاتق الشرطة، ليتمكن الجيش من تركيز كامل طاقته على الهدف الاستراتيجي المتمثل في إنهاء التمرد بشكل كامل.
وفي سياق متصل، دق كباشي ناقوس الخطر بشأن تداعيات الحرب على وحدة الصف الوطني، محذرًا من تنامي خطاب الكراهية الذي يهدد بتعميق الجراح الاجتماعية. وأكد أن هذا النوع من الخطاب مرفوض وغير قابل للتهاون، داعيًا إلى مواجهته بكل حزم على جميع الأصعدة. وأضاف محذرًا: “إن خطاب الكراهية الذي ولدته الحرب يستوجب يقظة الجميع، لأننا سنواجه تحديات اجتماعية هائلة بعد إسكات البنادق”، مشيرًا إلى خطر تفكك المجتمع إذا لم تُتخذ خطوات جادة لمعالجة الانقسامات التي أفرزها الصراع.
وفي رسالة قوية تؤكد على وحدة البلاد، أكد كباشي للحكام المحليين أن السودان سيظل كيانًا واحدًا، وأن الانقسامات والصدوع الاجتماعية التي خلفتها الحرب يجب ألا تتحول إلى واقع دائم. بل دعا إلى التعامل معها بروح وطنية جامعة وواعية. وشدد على ضرورة إيجاد حلول عميقة للتحديات المجتمعية والسياسية، حلول تستند إلى فهم دقيق لواقع الشعب السوداني وتطلعاته نحو السلام والاستقرار.
تأتي هذه التصريحات في ظل مؤشرات ميدانية قوية تدل على تقدم القوات المسلحة في عدة جبهات، بالتزامن مع تراجع ملحوظ لقوات التمرد. ويرى مراقبون أن دعوة كباشي إلى تعزيز صفوف الجيش بالمزيد من المقاتلين تأتي في إطار التحضير للمرحلة الحاسمة من العمليات العسكرية، مع التأكيد في الوقت ذاته على أهمية استتباب الأمن الداخلي وتسليم زمام الأمور في المدن المحررة إلى قوات الشرطة.