اخبار

كيف استخدمت الدعم السريع المسيّرات لتغيير مسار الحرب…؟

متابعات _ اوراد نيوز

متابعات _ اوراد نيوز

مع دخول الحرب السودانية عامها الثالث، نشهد تحولًا لافتًا في ساحة المعركة. فبدلًا من المواجهات الأرضية التقليدية، برزت “حرب الظلال” التي تعتمد بشكل كبير على الطائرات المسيّرة.

في بدايات الصراع، كانت قوات الدعم السريع، بتعدادها الكبير الذي وصل إلى مئة ألف مقاتل مقابل أربعين ألفًا من الجيش السوداني، تملك تفوقًا عدديًا واضحًا في الخرطوم. ورغم هيكلية الجيش التي كانت تعاني من زيادة في عدد الضباط مقارنة بالجنود، استطاع الجيش تجاوز الصدمة الأولية وإعادة تنظيم صفوفه.

كان إدخال سلاح الطيران، وخاصة الطائرات المسيّرة، نقطة تحول حاسمة. فقد مكنت هذه الطائرات الجيش من توجيه ضربات دقيقة لأهداف حيوية تابعة لقوات الدعم السريع، مما أضعف قدرتها على الحركة والمناورة، وحوّل تفوقها العددي إلى نقطة ضعف. ونتيجة لذلك، تحول الجيش من موقع الدفاع إلى الهجوم، وتمكن من استعادة السيطرة على مناطق واسعة، وتحويل قوات الدعم السريع إلى مجرد عصابات متفرقة.

لكن التطور الأخطر هو حصول قوات الدعم السريع مؤخرًا على طائرات مسيّرة واستخدامها لاستهداف البنية التحتية المدنية، مثل محطات الكهرباء والمياه. هذا التحول نحو إستراتيجية “الأرض المحروقة” يهدف إلى تعطيل الحياة ومنع عودة النازحين، كما حدث في محطات كهرباء الشوك ودنقلا وسد مروي، ومحطات مياه المنارة والقضارف. هذه الهجمات أثرت بشكل كبير على حياة المدنيين، وعطلت المرافق الأساسية.

يثير هذا التصعيد تساؤلات حول مصدر هذه الطائرات المسيّرة وكيفية تشغيلها، مما يشير إلى تدخل أطراف خارجية تسعى لتحقيق مصالحها الإقليمية والدولية في السودان، وتحويل الصراع إلى “حرب بالوكالة”.

من الناحية الإستراتيجية، يثار التساؤل عما إذا كان الكشف المبكر للجيش عن قدراته التقنية قرارًا صائبًا. فبينما رفع الروح المعنوية لقواته، ربما سمح للخصوم بدراسة هذه التقنيات والسعي للحصول على دعم خارجي لمواجهتها.

إن الصراع في السودان تجاوز كونه مجرد تمرد داخلي، وأصبح ساحة لصراع متعدد الأبعاد يشمل استخدام المسيّرات والتضليل الإعلامي والمرتزقة والضغط الدبلوماسي. والخطر الأكبر يكمن في عدم الاستعداد للتعامل مع هذه الطبيعة المعقدة للحرب، حيث أن تحقيق السلام يتطلب تفكيك شبكات التدخل الخارجي بالإضافة إلى قهر الملي_شيا داخليًا.

لذلك، فإن فهم طبيعة “الحرب في الظلال” هو الخطوة الأولى نحو إستراتيجية سلام ناجحة.

ولمواجهة هذا التهديد المتصاعد من الطائرات المسيّرة، يجب على الجيش السوداني تطوير قدراته في الدفاع الجوي قصير المدى، وتقنيات التشويش والرصد الإلكتروني، وإنشاء وحدات متخصصة في الحرب السيبرانية.

profile picture

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى