
متابعات _ اوراد نيوز
وجه رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، انتقادات شديدة اللهجة لبعض وزراء الحكومة، متهمًا إياهم بممارسة “تمكين عائلي” يهدد نزاهة مؤسسات الدولة. وجاءت تصريحاته خلال افتتاح مؤتمر الخدمة المدنية، الذي انطلقت فعالياته اليوم الثلاثاء في مدينة بورتسودان، تحت شعار: (نحو خدمة مدنية فاعلة ومستدامة).
“الوزارة أصبحت ملكًا خاصًا”
وخلال كلمته، عبّر البرهان عن استيائه مما وصفه بتعامل بعض الوزراء مع مناصبهم كأنها ملكيات شخصية، قائلاً: “في وزير عيّن ود أختو وخالو وحبوبتو وصاحبو كمان”. وأضاف أن هذا النهج أدى إلى تقويض الشفافية والمعايير المهنية داخل الدولة، مؤكدًا أن الوزارات باتت تُدار بناءً على الولاءات الشخصية والعائلية لا على الكفاءة والخبرة.
ضعف هيكلي في الخدمة المدنية
لم تقتصر انتقادات البرهان على الوزراء فقط، بل طالت أيضًا أداء الخدمة المدنية، التي وصفها بأنها تعاني من ترهل وضعف تنظيمي حاد. واعتبر أن إصلاح هذا القطاع هو المدخل الأساسي لإصلاحات سياسية واقتصادية شاملة، محذرًا من أن المحسوبيات أصبحت مرضًا ينخر في جسم الدولة.
مؤتمر لمناقشة مستقبل الخدمة العامة
وقد جاءت هذه التصريحات في مستهل الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الخدمة المدنية، بحضور عدد من كبار المسؤولين، من ضمنهم أعضاء مجلس السيادة وعدد من الوزراء. وترأس الجلسة الأولى الفريق الركن محمد الغالي، الأمين العام لمجلس السيادة، بينما قدم وزير الطاقة والنفط، د. محي الدين النعيم، ورقة علمية بعنوان “مستقبل الخدمة العامة”.
كما خُصصت الجلسة الثانية لمناقشة دور الخدمة المدنية في رفع الكفاءة الإنتاجية، وتضمنت ورقة قدمها وزير الزراعة والغابات، د. عمر البشري، برئاسة وزير النقل، المهندس أبوبكر أبو القاسم.
دعوة لإعادة هيكلة شاملة
ودعا البرهان إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس مهنية وعادلة، بعيدًا عن المحاصصات والانتماءات الضيقة، مشددًا على أهمية تبني معايير صارمة عند اختيار المسؤولين تضمن تغليب الكفاءة والخبرة على العلاقات الشخصية أو العائلية.
هل نحن أمام حملة تطهير إداري؟
تصريحات البرهان أثارت تساؤلات حول ما إذا كان يمهد لإطلاق حملة تطهير داخل المؤسسات الحكومية، خاصة مع تأكيده على انتشار الفساد الإداري وسوء استخدام المناصب من أجل التعيينات العائلية، في تعارض واضح مع مبادئ الحوكمة والإدارة الحديثة.