متابعات _ اوراد نيوز
في تحليل لافت ومثير للجدل، قدم الكاتب الصحفي البارز الدكتور إبراهيم الصديق علي قراءة نفسية لسلوك قائد ثاني مليشيا الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، خلال خطابه الأخير لقواته.
وقد استرعى انتباه الكاتب ابتسامات دقلو المتكررة في سياقات ومواقف يرى أنها لا تستدعي أي مظاهر للبهجة أو الفكاهة، بل على العكس، تحمل دلالات جدية أو حتى مأساوية.
وقد استعرض الدكتور إبراهيم الصديق بعض الأمثلة المحددة من خطاب دقلو التي تزامنت مع هذه الابتسامات غير المبررة في نظره.
فقد أشار إلى حديث دقلو عن مصير الضباط الذين “ذهبوا إلى عوينهم” (في إشارة مبطنة إلى القتل أو المصير المجهول) وعن مسألة محاسبتهم، وكذلك حديثه عن عمليات بيع الأسلحة والذخائر، وعن حشد العربات القتالية.
ويؤكد الكاتب أنه لا يوجد في أي من هذه الموضوعات ما يثير الضحك أو الابتسام، ومع ذلك، فقد لوحظ على عبد الرحيم دقلو الابتسام أثناء تناوله لهذه النقاط، مما دفعه إلى التساؤل علنًا: “فهل أصيب الرجل بمرض عقلي؟”.
وفي محاولة لتقديم تفسير علمي لهذا السلوك، أوضح الدكتور إبراهيم أنه قام بإجراء بحث معمق في هذا الشأن. وقد توصل من خلال بحثه إلى أن هذا النوع من الضحك غير المتناسب مع الموقف الحزين أو الجاد قد يكون مؤشرًا على “اضطرابات عصبية وأمراض تسبب تلف الدماغ”.
وفي سياق بحث آخر، وجد الكاتب أن هذه الظاهرة تُعرف طبيًا باسم “الضحك القهري أو البصلي”، أو “متلازمة الضحك الناتج عن اضطراب في كيفية التعبير عن المشاعر”. وتشير هذه المتلازمة إلى حالة من عدم التحكم في إظهار المشاعر، حيث يضحك الشخص بشكل لا إرادي وغير لائق للموقف.
ويعتبر تحليل الدكتور إبراهيم الصديق هذا بمثابة قراءة نفسية فريدة من نوعها لشخصية قيادية في خضم صراع مسلح، حيث يربط بين المظاهر السلوكية الظاهرة والفرضيات المتعلقة بالصحة العقلية والعصبية.
ويثير هذا التحليل تساؤلات أعمق حول التأثيرات المحتملة للضغوط والصراعات على الحالة النفسية والعقلية للأفراد، خاصة أولئك الذين يتحملون مسؤوليات قيادية في ظل ظروف استثنائية.
ويبقى هذا التحليل بمثابة وجهة نظر شخصية للكاتب الصحفي، إلا أنه يفتح آفاقًا جديدة للنظر في الجوانب غير الظاهرة للحروب وتأثيراتها على الأطراف المختلفة.
