
متابعات _ اوراد نيوز
أحرزت القوات المسلحة السودانية تقدماً كبيراً في ولاية الخرطوم، حيث تمكنت من السيطرة على جسر المنشية وتحرير محلية شرق النيل التي كانت أحد أهم معاقل قوات الدعم السريع، وكانت المنطقة بمثابة مركزاً للتموين العسكري والتدريب لقوات الدعم السريع، كما أنها تحتوي على ثلاثة مراكز لوجستية رئيسة لهم.
في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، أطلقت القوات المسلحة السودانية عملية عسكرية واسعة النطاق على مدن ولاية الخرطوم الثلاث، عبر الجسور الرئيسة مثل النيل الأبيض والفتيحاب والحلفايا، مستهدفة مواقع إستراتيجية لقوات الدعم السريع. تمكّن الجيش السوداني من السيطرة على العديد من المواقع الحيوية وسط الخرطوم قبل أن يتوسع في أم درمان وأحياء الخرطوم بحري وشرق العاصمة.
يوم الإثنين الماضى تمكن الجيش من إستعادة السيطرة على الجزء الشرقي من جسر المنشية، الذي يعد أحد الجسور الحيوية بين شرق الخرطوم ووسطها. وبذلك، لم تبقَ تحت سيطرة قوات الدعم السريع سوى جسر جبل أولياء، الذي يربط الخرطوم بغرب أم درمان، وفى الخرطوم 10 جسور رئيسة كانت تسيطر عليها قوات الدعم السريع في العاصمة.

أهمية جسر المنشية:
تم افتتاح جسر المنشية في عام 2006 ليكون معبراً حيوياً بين الخرطوم وشرق النيل. ويُعد الجسر مركزاً مهماً لإمداد قوات الدعم السريع، حيث كان يسهل حركة القوات بين الخرطوم وشرق النيل والخرطوم بحري، مما يتيح لها المناورة والإمداد بسهولة.
محلية شرق النيل:
كشف الخبير العسكري أبو بكر عبد الرحيم عن الأهمية الاستراتيجية التي اكتسبتها محلية شرق النيل بالنسبة لقوات الدعم السريع. وأوضح عبد الرحيم أن المنطقة تحولت إلى قاعدة لوجستية رئيسة للمتمردين، حيث سيطروا على ثلاثة مواقع حيوية وحولوها إلى مراكز إمداد وتدريب.
كما كانت المنطقة تشكل حلقة وصل بين قوات الدعم السريع ومراكزها العسكرية في الخرطوم وأم درمان. وبسيطرة الجيش على هذه المنطقة، فقدت قوات الدعم السريع أحد أهم نقاط تمركزها.
تداعيات السيطرة على شرق النيل:
كشف الخبير العسكري سالم عبد الله عن عقبة رئيسة تواجه تقدم القوات المسلحة السودانية نحو العاصمة عبر جسر المنشية. وأوضح عبد الله أن وجود قناصة من قوات الدعم السريع في برج الاتصالات المطل على الجسر يعيق حركة القوات، ويؤخر عملية العبور.
عموماً وبحسب الخبراء العسكريين، فإن السيطرة على محلية شرق النيل ستسهل العمليات العسكرية في الخرطوم، حيث من المتوقع أن يعبر الجيش إلى باقي أحياء المدينة. وسيتيح هذا التقدم للجيش استكمال خطته العسكرية لتحرير العاصمة السودانية بالكامل من قبضة قوات الدعم السريع.
مستقبل المعارك في الخرطوم:
من المتوقع أن تستمر القوات المسلحة في تقدمها بعد تحرير شرق النيل، حيث يتوقع الخبراء أن تنفذ القوات عدة عمليات عسكرية في الفترة القادمة لتحرير مناطق أخرى، بما في ذلك محلية أم بدة في غرب أم درمان وجبل أولياء في الجنوب الغربي.
التوقعات المستقبلية:
القائد العسكري للمنطقة العسكرية، اللواء نصر الدين عبد الفتاح، أكد أن قوات الجيش ستصل إلى القصر الجمهوري وجزيرة توتي غن شاء الله خلال شهر رمضان المبارك، مرجحاً أن النصر النهائي في الخرطوم سيكون قريباً، حيث تبقى فقط بعض التحصينات التي يجب القضاء عليها.
ومع استمرار تضييق الخناق على قوات الدعم السريع، تواجه هذه الأخيرة خيارات صعبة مع تقليص مساحات مناورتها في الخرطوم، حيث يحاول قادتها إعادة تموضع قواتهم في مناطق أخرى بالولاية، استعداداً لحملة عسكرية جديدة.