نيوزويك: روسيا تتلقى ضربة مزدوجة من السودان وليبيا

كشفت تقارير إعلامية أمريكية عن تزايد الضغوط على النفوذ الروسي في أفريقيا بعد مواجهة رفض من دولتين حليفتين لبناء قواعد عسكرية روسية على أراضيهما.

وأوضحت مجلة “نيوزويك” أن السودان، أحد أهم حلفاء روسيا في القارة السمراء، قد رفض طلباً روسياً لبناء قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر. وجاء هذا الرفض رغم العروض الروسية المغرية، مثل توفير نظام صواريخ إس-400 المتطور، إلا أن المخاوف من رد فعل دولي وعقوبات اقتصادية دفعت الخرطوم إلى التراجع.

ويأتي هذا التطور بعد انهيار النظام السوري، الذي كان يمثل قاعدة أساسية للنفوذ الروسي في الشرق الأوسط، مما يضع روسيا في موقف صعب في سعيها لتوسيع نفوذها العسكري في القارة الأفريقية.

وأكدت “نيوزويك” أن روسيا كانت تسعى منذ عام 2019 إلى إقامة قاعدة بحرية في السودان، لكن الحرب في البلاد عطلت هذه المحاولات حتى إشعار آخر.

من جهة أخرى، أكدت ليبيا رفضها الوجود العسكري الروسي، حيث صرح رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بأن بلاده ستقاوم أي محاولات من روسيا لتعزيز وجودها العسكري، مضيفاً أن ليبيا لن تقبل بوجود أي قوة أجنبية إلا بموجب اتفاقيات رسمية لأغراض التدريب، وأن أي تدخل دون إذن سيواجه بالرفض.

وتعتقد المجلة أن سقوط بشار الأسد قد أثر بشكل كبير على الوجود الروسي في المنطقة، مما يهدد مستقبل منشآتها العسكرية في سوريا، خصوصاً قاعدة طرطوس البحرية، المدخل الرئيس إلى البحر الأبيض المتوسط. وتتناول التقارير احتمال أن تسحب روسيا جزئياً قواتها من سوريا وتعيد تركيزها على تعزيز علاقاتها مع حلفائها في شمال أفريقيا وشرق القارة لتأمين خطوط إمداد نحو الدول الأفريقية غير الساحلية. ومع ذلك، فإن الرفض من السودان وليبيا قد يعوق هذا التحرك.

ويواجه التوسع العسكري الروسي في المنطقة تحديات جديدة، حيث تشير التقارير إلى رفض دولتين من حلفائها السابقين، هما السودان وليبيا، استضافة قواعد عسكرية روسية على أراضيهما. يأتي هذا الرفض بالتزامن مع فشل المفاوضات الروسية مع هيئة تحرير الشام في سوريا، مما يهدد استمرار الوجود العسكري الروسي في المنطقة.

وفي ظل انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، فإن هذا الرفض المزدوج قد يحد بشكل كبير من قدرتها على ممارسة نفوذها في المنطقة، ويضعها في موقف صعب، خاصة وأن سوريا كانت تعتبر نقطة ارتكاز مهمة للتوسع الروسي في الشرق الأوسط.