متابعات _ اوراد نيوز
بعد مرور قرابة عامين على اندلاع النزاع في السودان، أصدر الكونغرس الأمريكي قرارًا تاريخيًا يصف الانتهاكات المرتكبة من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في دارفور بأنها “إبادة جماعية”.
ويُنظر إلى هذا التصنيف على أنه تحول جذري في الموقف الأمريكي من الأحداث الجارية في السودان، مما قد يؤثر بشكل كبير على مسار الصراع ومستقبل القائد العسكري محمد حمدان دقلو.
في الوقت الذي استخدمت فيه روسيا حق النقض في مجلس الأمن لإعاقة قرار بريطانى لوقف الأعمال العدائية في السودان وحماية المدنيين، أصدر مجلس النواب الأمريكي قرارًا بالإجماع يصف الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع في دارفور بأنها “إبادة جماعية”.
وكان مشروع القرار الذي تم التصويت عليه مؤخرًا قد قدم لأول مرة في فبراير الماضي من قبل مجموعة من السيناتورات، إلا أنه لم يحظ باهتمام كافٍ في ذلك الوقت. وبعد مرور عدة أشهر، أعيد تقديم المشروع مرة أخرى في يونيو الماضي، وحظي هذه المرة بتأييد ساحق من مجلس النواب.
إن موافقة مجلس النواب على القرار بالإجماع تُعتبر خطوة بالغة الأهمية، وتعكس الإجماع الأمريكي على ضرورة اتخاذ إجراء حاسم تجاه الأزمة في السودان. ومن المتوقع أن يؤثر هذا القرار بشكل كبير على السياسات الأمريكية تجاه السودان، خاصة بعد تسلم الإدارة الجديدة مهامها.
يرى ناشطون حقوقيون أن القرار الأمريكي سيؤدي إلى عزل قوات الدعم السريع دوليًا، وسيفتح الباب أمام فرض عقوبات عليها وعلى الدول الداعمة لها، مما قد يؤدي إلى إضعاف قدراتها العسكرية.
وقد سبق لمجلس الأمن الدولي أن أصدر قرارًا تاريخيًا بإحالة مرتكبي الجرائم في دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية، مما أدى إلى إصدار مذكرات توقيف بحق عدد من المسؤولين السودانيين البارزين. ومع ذلك، يرى حقوقيون أن القرارات التشريعية وحدها لا تكفي لتحقيق تغيير حقيقي على الأرض، بل إن موقف وزارة الخارجية الأمريكية هو الذي يحمل الأهمية الحقيقية في توجيه السياسة الخارجية الأمريكية.
المصدر : الجزيرة