متابعات _ اوراد نيوز
أشعلت قوات الدعم السريع فتيل أزمة جديدة في دارفور بإعلانها توطين مجموعة سكانية من أفريقيا الوسطى في ولاية وسط دارفور، ومنحها “إمارة” خاصة. هذا الإجراء الاستفزازي أثار غضبًا عارمًا بين السكان الأصليين الذين يرون فيه محاولة للاستيلاء على أراضيهم وتغيير التركيبة الديمغرافية للمنطقة، مما دفعهم إلى التصعيد ورفض هذا “المشروع الاستيطاني” الجديد.”
وأكد أحد قادة قبيلة الفور أن أعداد المجموعة العربية المعروفة بـ “أولاد بركة ومبارك”، والتي كانت موجودة في جنوب مدينة زالنجي قبل اندلاع الحرب، قد شهدت زيادة ملحوظة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية وسط دارفور. وقد وصلت هذه المجموعة في الأصل من جمهورية أفريقيا الوسطى.
وفي حديث خاص لـ”الجزيرة نت”، أشار أحد قادة قبيلة الفور، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إلى أن “قوات الدعم السريع تسعى على ما يبدو إلى مكافأة المجموعات التي حاربت إلى جانبها من خلال منحها أراضي وحواكير على حساب حقوق القبائل الأصلية.
وقد كشفت مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي عن اتخاذ الحرب في السودان أبعاداً إقليمية، حيث ظهر مقاتلون من دول مختلفة مثل تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وليبيا يقاتلون إلى جانب مليشيات الدعم السريع في مناطق متفرقة، بما في ذلك الخرطوم ودارفور، مما يثير مخاوف من تحول النزاع إلى حرب بالوكالة.
واعتبر مجلس أعيان وشورى عموم الفور أن إنشاء “إمارة” جديدة في المنطقة، بدون أي سند قانوني أو موافقة من الجهات الرسمية، يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون السوداني، ويمثل تهديداً خطيراً لوحدة البلاد واستقرارها.
وأكد البيان أن مجموعة “أولاد بركة ومبارك” الوافدة حديثًا إلى السودان لا تملك أي حق قانوني أو تاريخي في الأراضي التي استوطنتها، مشدداً على أن محاولات منحهم “إمارة” هي بمثابة استيلاء غير شرعي على أراضي القبائل الأصلية.
وأدان المجلس بشدة تعيين محمود صوصل أميراً للقبائل العربية في وسط دارفور، واعتبر هذا الإجراء انتهاكاً صارخاً للصلاحيات التقليدية للإدارات الأهلية، خاصة وأن صوصل متهم بارتكاب جرائم حرب ضد قبيلة الفور، مما يجعل تعيينه بمثابة مكافأة على جرائمه.
عزل السلطان أحمد دينار
في خطوة غير مسبوقة، أقدم مجلس شورى الفور على عزل السلطان أحمد حسين دينار بسبب تحالفه مع قوات الدعم السريع وانتهاكه الصارخ لأعراف السلطنة العريقة التي يعود تاريخها إلى عام 1445.
وقد سبق إصدار بيان مشترك من عميد الأسرة ومقررها، اتهما فيه السلطان دينار بارتكاب مخالفات جسيمة تتنافى مع تقاليد وقوانين السلطنة، بالإضافة إلى دعمه لمليشيا الجنجويد، مما دفع النيابة العامة لإصدار أمر قبض بحقه.
وأكد البيان أن الأسرة وهيئة الشورى كانت قد اختارت السلطان عبد الرحمن التجاني علي دينار خلفاً للسلطان السابق، إلا أن تدخل النظام السابق، ممثلاً في حسبو محمد عبد الرحمن، أدى إلى فرض السلطان أحمد حسين على رقاب الأهالي.
دعوة للمقاومة
يحذر الناشط عباس عبد الكبير من تفاقم الصراع في دارفور، نتيجة لعمليات التغيير الديموغرافي القسرية التي تنتهجها بعض الجهات. ويرى أن هذه العمليات، التي تهدف إلى الاستيلاء على الأراضي، تزيد من حدة التوتر وتدفع السكان الأصليين إلى المقاومة، مما يهدد باندلاع حرب أهلية.
ويحذر من أن احتمالية تجنب الصدام المباشر ضئيلة للغاية، مشيراً إلى أن قوات الدعم السريع لن تتنازل عن أهدافها الاستيطانية، مما يجعل المواجهة العسكرية هي السيناريو الأكثر ترجيحاً.