متابعات _ اوراد نيوز
في واقعة مروعة تكشف حجم المعاناة التي يعيشها المدنيون في السودان، أجبرت قوات الدعم السريع فتىً في ريعان شبابه على حمل السلاح والانخراط في صراع لا يهمه.
هذا الفتى، الذي لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، اختطف من شوارع الخرطوم وحرم من طفولته وأحلامه، ليجد نفسه فجأة في خضم حرب أهلية طاحنة.
ونقلاً عن “تايمز” البريطانية تروي قصة هذا الفتى، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته خوفًا على سلامته وسلامة عائلته من قوات الدعم السريع، جانباً مظلمًا من الصراع الدائر في السودان. فبالإضافة إلى الدمار والخسائر في الأرواح والممتلكات، فإن الحرب قد خلفت جيلًا جديدًا من الضحايا، أطفالًا مُجندون قسرًا، حرموا من حقهم في التعليم واللعب، ودفعوا إلى ارتكاب أعمال عنف لا تتناسب مع أعمارهم.
وتشير هذه الحادثة إلى الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني لحقوق الطفل من جانب قوات الدعم السريع، والتي تشمل تجنيد الأطفال واستخدامهم في الأعمال القتالية. كما أنها تسلط الضوء على استغلال المليشيات المسلحة للأطفال كأدوات في الصراعات المسلحة، بهدف تحقيق مكاسب عسكرية.
ولم تتوقف معاناة هذا الفتى عند تجنيده القسري، بل امتدت لتشمل المشاركة في عمليات القتل والنهب التي تقوم بها قوات الدعم السريع. فقد وصف الفتى، في شهادته المؤثرة، تجربته الأولى في القتال، وكيف شعر بالصدمة والرعب إزاء ما ارتكبه من أفعال. هذه الشهادة تؤكد أن العديد من الأطفال المجندين يعانون من اضطرابات نفسية شديدة نتيجة لما تعرضوا له.
وتعتبر هذه الحادثة جرس إنذار يدق ناقوس الخطر بشأن الوضع الإنساني المتدهور في السودان، وتدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العنف وحماية المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء. كما يجب على الجهات المعنية ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم إلى العدالة، ليكونوا عبرة لغيرهم.